
أشارت أخصائية تغذية علاجية إلى أن الإمساك المزمن لا يمثل مجرد مشكلة صحية عابرة بل يؤثر بشكل مباشر على الحالة النفسية والعامة لملايين الأشخاص حول العالم حيث يعانون من صعوبة في الإخراج وشعور بعدم الراحة مما يدفع الكثيرين للبحث عن حلول طبيعية وآمنة.
وتبرز الأعشاب الطبية كخيار علاجي فعال يفضله الكثيرون بديلا عن الأدوية نظرًا لأمانها النسبي عند الاستخدام على المدى الطويل خاصة وأن إهمال هذه المشكلة قد يؤدي لمضاعفات صحية مثل البواسير والشق الشرجي.
يعتبر نبات السنا أو السنامكي أحد أقوى الملينات الطبيعية المستخدمة تاريخيا في علاج الإمساك إذ يحتوي على مركبات تعرف باسم الأنثراكينونات تعمل على تحفيز عضلات الأمعاء وزيادة انقباضها لتسهيل حركة البراز ويمكن تحضيره عبر غلي أوراقه في الماء لخمس دقائق ثم شرب المنقوع بعد أن يبرد وينصح بعدم استخدامه بشكل يومي أو لفترات طويلة لتجنب اعتماد الأمعاء عليه.
وتأتي بذور الكتان كأحد أشهر العلاجات شيوعا بفضل محتواها العالي من الألياف القابلة للذوبان والتي تزيد من كتلة البراز وتسهل عبوره عبر الأمعاء كما يساهم زيتها في تليين جدار القولون ويمكن استخدامها عبر تناول ملعقة كبيرة من البذور المطحونة مع كوب من الماء أو إضافتها للسلطات والزبادي مع ضرورة شرب كميات كافية من السوائل لتجنب أي انسداد محتمل.
أما بذور الشيا فتمتلك قدرة فريدة على امتصاص الماء وتكوين مادة هلامية داخل الجهاز الهضمي مما يحافظ على ليونة البراز ويمنع جفافه وتعتبر حلا مثاليا لمن يعانون من الإمساك المصحوب بالانتفاخ ويمكن تحضيرها بنقع ملعقة كبيرة منها في كوب ماء دافئ لنصف ساعة قبل شربها أو بإضافتها إلى وجبات الشوفان والعصائر.
يساهم النعناع أيضا في تخفيف أعراض الإمساك بفضل مادة المنثول التي تعمل على إرخاء عضلات الجهاز الهضمي والحد من التشنجات المعوية كما أنه يعزز إفراز العصارات الهاضمة لدعم حركة الأمعاء وينصح بشرب منقوع أوراقه الطازجة أو المجففة مرتين يوميا بعد الوجبات لتحقيق أفضل النتائج.
يشتهر البابونج بخصائصه المهدئة التي لا تقتصر على الأعصاب بل تشمل الجهاز الهضمي حيث يساعد على استرخاء عضلات الأمعاء وتخفيف التقلصات المؤلمة ومع الاستخدام المنتظم يحفز حركتها الطبيعية ويمكن تناوله على شكل شاي دافئ مرتين يوميا مع إمكانية تحليته بالعسل لتعزيز فوائده.
كما يعد الزنجبيل علاجا فعالا خصوصا في حالات الإمساك المصحوبة بالانتفاخ والغثيان فهو يحفز إنتاج العصارات الهاضمة ويزيد من حركة الأمعاء ويمكن الاستفادة منه عبر شرب كوب من شاي الزنجبيل الطازج يوميا ومن الممكن إضافة الليمون والعسل لتعزيز قيمته الصحية.
وتدخل الحلبة ضمن قائمة الأعشاب الغنية بالألياف المستخدمة تقليديا كملين طبيعي وهي تساعد كذلك على تحسين عملية الهضم وتخفيف الالتهابات المعوية ويتم تحضيرها بغلي ملعقة صغيرة من بذورها في كوب ماء لعشر دقائق ثم شربها أو بإضافة مسحوقها إلى الأطعمة لزيادة محتوى الألياف.
بينما تستخدم جذور الهندباء البرية كمكمل غذائي طبيعي لتحفيز عملية الهضم حيث تعمل كمدر للصفراء مما يحسن حركة الأمعاء ويخفف من الإمساك المزمن ويمكن تناولها كشاي مرة أو مرتين يوميا أو على شكل مكملات عشبية بعد استشارة الطبيب.
ولتحقيق أقصى استفادة من العلاجات العشبية ينبغي دمجها مع نمط حياة صحي يأتي على رأس أولوياته الإكثار من شرب الماء بما لا يقل عن ثمانية أكواب يوميا لتليين الألياف في الأعشاب وزيادة فعاليتها.
كذلك تلعب ممارسة النشاط البدني المنتظم دورا حيويا في تحفيز حركة الأمعاء الطبيعية وتعتبر رياضة المشي أو اليوجا من الخيارات الممتازة إلى جانب الحرص على زيادة تناول الألياف الغذائية من مصادرها الطبيعية كالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
ويساعد تنظيم مواعيد تناول الوجبات في الحفاظ على انتظام حركة الجهاز الهضمي مع ضرورة تجنب الإفراط في استخدام الملينات سواء كانت عشبية أو دوائية لمنع حدوث اعتماد معوي وفي حال استمرت الأعراض دون تحسن يصبح من الضروري مراجعة الطبيب لتحديد الأسباب الكامنة ووصف العلاج المناسب.