
كشفت دراسة حديثة عن وجود علاقة وثيقة وغير متوقعة بين الطريقة التي نمشي بها وصحة أدمغتنا وسرعة شيخوخة أجسامنا فمجرد قياس سرعة خطواتك اليومية قد يقدم مؤشرات دقيقة حول حالتك الصحية العامة والبيولوجية في المستقبل مما يجعله علامة حيوية لا تقل أهمية عن المؤشرات الطبية الأخرى.
وخلصت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يمشون بخطى بطيئة في منتصف العمر وتحديدا عند سن الخامسة والأربعين عاما تظهر عليهم دلائل على شيخوخة متسارعة وتشمل هذه العلامات تغيرات جسدية وعقلية مقلقة مثل تقلص حجم الدماغ وظهور آفات في المادة البيضاء بالإضافة إلى تراجع سماكة القشرة الدماغية الخارجية ولم يقتصر الأمر على الدماغ فقط بل امتد التأثير ليشمل تدهورا ملحوظا في وظائف الرئتين وصحة الأسنان وكفاءة الجهاز المناعي بشكل عام.
وقد شدد باحثون متخصصون على أن بطء المشي لا ينبغي اعتباره مجرد عرض مرتبط بالتقدم في السن بل هو بمثابة إشارة تحذيرية مبكرة يمكن رصدها قبل عقود من الوصول إلى مرحلة الشيخوخة الفعلية.
ووفقا لمعايير صحية معتمدة فإن أي سرعة مشي تقل عن 0.8 متر في الثانية تعد منخفضة بغض النظر عن الفئة العمرية للشخص وتختلف متوسطات السرعة الطبيعية بناء على العمر والجنس فبالنسبة للرجال في الفئة العمرية بين 40 و59 عاما يبلغ المتوسط 1.43 متر في الثانية وينخفض إلى 1.34 للفئة بين 60 و69 عاما ثم 1.26 للفئة بين 70 و79 عاما وصولا إلى 0.97 متر في الثانية لمن هم بين 80 و89 عاما أما بالنسبة للنساء فيبدأ المتوسط عند 1.39 متر في الثانية للفئة من 40 إلى 49 عاما ويتراجع إلى 1.31 للفئة من 50 إلى 59 عاما ثم 1.24 للفئة من 60 إلى 69 عاما ويصل إلى 1.13 و0.94 للفئات العمرية الأكبر.
ولمعرفة ما إذا كانت سرعة مشيك ضمن المعدلات الصحية يمكن إجراء اختبار بسيط يتضمن هذا الاختبار تحديد مسافة مستقيمة طولها أربعة أمتار على سطح مستو ثم قياس الزمن الذي يستغرقه الشخص لقطعها ويتم حساب السرعة النهائية بقسمة المسافة المقطوعة بالأمتار على الزمن المسجل بالثواني للحصول على نتيجة دقيقة بالمتر لكل ثانية وينصح الخبراء بترك خطوتين في البداية لتسريع المشي وخطوتين في النهاية لإبطائه لضمان دقة القياس كما يمكن زيادة المسافة إلى عشرة أمتار للحصول على قراءة أكثر استقرارا.
ولتحسين هذه السرعة وزيادة اللياقة البدنية يوصي الخبراء بدمج نشاط المشي في الروتين اليومي كعادة ثابتة ويمكن تحقيق ذلك من خلال خطوات عملية مثل اختيار صعود السلالم بدلا من المصعد أو القيام بنزهة قصيرة بعد تناول وجبة العشاء كما أن البدء تدريجيا بخطوات صغيرة والاستماع إلى الموسيقى المحفزة أو المشي بصحبة صديق يزيد من الالتزام والاستمرارية وفي حال كان الشخص يعاني من مشكلات في المفاصل تمنعه من المشي فإن السباحة تعد خيارا بديلا مثاليا لتقوية صحة القلب والأوعية الدموية والمساهمة في الوقاية من أمراض مرتبطة بالشيخوخة مثل الخرف.