ريجيم البحر الأبيض المتوسط: لماذا يصفه الخبراء بأنه أفضل نظام غذائي صحي

ريجيم البحر الأبيض المتوسط: لماذا يصفه الخبراء بأنه أفضل نظام غذائي صحي
ريجيم البحر الأبيض المتوسط: لماذا يصفه الخبراء بأنه أفضل نظام غذائي صحي

يحظى النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط باهتمام عالمي متزايد ليس فقط كأداة لإنقاص الوزن بل كمنهج حياة متكامل لتعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض الخطيرة وقد أظهرت الأبحاث أن هذا النمط الغذائي المستلهم من عادات سكان اليونان وإيطاليا وإسبانيا يحمي القلب ويدعم الوظائف الدماغية ويعزز المناعة بشكل كبير.

يساهم هذا النمط الغذائي في حماية القلب والأوعية الدموية بشكل فعال حيث يعتبر من أبرز أسباب انخفاض معدلات الوفيات بأمراض القلب في العالم ويقوم على خفض مستويات الكوليسترول الضار ورفع الكوليسترول النافع بفضل اعتماده على الدهون الصحية غير المشبعة الموجودة في زيت الزيتون والمكسرات كما أن تناول الأسماك الغنية بأحماض أوميغا 3 يعزز صحة الدورة الدموية ويقلل من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية.

إضافة إلى ذلك يقدم النظام الغذائي المتوسطي دعما قويا لصحة الدماغ إذ إن محتواه الغني بمضادات الأكسدة والأحماض الدهنية الأساسية يحمي الخلايا العصبية من الالتهابات والتلف وتشير الدراسات إلى أن الملتزمين به أقل عرضة للإصابة بأمراض مثل الزهايمر والخرف كما أنه يساعد على تحسين الذاكرة والتركيز ويؤخر التدهور المعرفي المرتبط بالشيخوخة.

وتؤكد استشارية التغذية العلاجية الدكتورة تيفني ريفورد أن حمية البحر المتوسط تعتبر من أفضل الأنظمة الصحية لأنها تتجاوز مجرد فقدان الوزن لتقدم حماية شاملة من الأمراض المزمنة وتعزز الصحة النفسية والعقلية وترى أنه نظام مرن يمكن تطبيقه بسهولة في الحياة اليومية لأنه يشجع على تناول الأطعمة الطبيعية والابتعاد عن المنتجات المصنعة وهو ما توصي به كبرى المنظمات الصحية العالمية كنمط حياة صحي ومستدام.

يتميز هذا النظام بقدرته على الوقاية من السمنة ومرض السكري من النوع الثاني فالاعتماد على الحبوب الكاملة والبقوليات الغنية بالألياف يمنح شعورا بالشبع لفترات طويلة مما يساعد على التحكم في الوزن بشكل طبيعي كما أن تقليل استهلاك السكريات البسيطة والدهون المشبعة يساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين استجابة الجسم للأنسولين.

يعرف النظام الغذائي للبحر المتوسط بأنه نمط مرن ومتوازن وليس خطة صارمة حيث يرتكز على استهلاك الخضروات والفواكه الطازجة بشكل يومي مع الحبوب الكاملة مثل الشوفان والأرز البني والخبز الأسمر والبقوليات مثل العدس والفاصوليا والحمص كما يشمل تناول المكسرات والبذور باعتدال والأسماك والمأكولات البحرية مرتين أسبوعيا على الأقل ويعتبر زيت الزيتون البكر المصدر الرئيسي للدهون.

في المقابل يقلل النظام من استهلاك اللحوم الحمراء والحلويات المصنعة مع السماح بتناول منتجات الألبان كالزبادي والجبن والدواجن والبيض بكميات محدودة أما بالنسبة للسوائل فيشجع على شرب الماء بكثرة والابتعاد عن المشروبات المحلاة والغازية.

لا يقتصر تأثير هذا النظام على الجانب الجسدي فقط بل يمتد ليشمل تحسين الحالة المزاجية والصحة النفسية إذ أظهرت الأبحاث أن المكونات الغذائية الغنية بأحماض أوميغا 3 وفيتامين ب والمغنيسيوم تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق لأنها تدعم إنتاج هرمونات السعادة في الدماغ.

كما أن هذا النظام يعزز قوة جهاز المناعة ويحارب الالتهابات بفضل الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الخضروات الورقية والطماطم والفواكه الملونة التي تحارب الجذور الحرة المسببة للأمراض والشيخوخة ويحتوي زيت الزيتون على مركبات مضادة للالتهاب تمنح الجسم حماية إضافية.

ويعتبر هذا النمط أكثر من مجرد قائمة أطعمة فهو أسلوب حياة متكامل يشجع على ممارسة النشاط البدني بانتظام مثل المشي وتناول الوجبات في أجواء اجتماعية مع العائلة والأصدقاء مما يقلل التوتر ويعزز الروابط الإنسانية كما يشدد على أهمية الحصول على قسط كاف من النوم وهذه العوامل مجتمعة هي سر طول العمر الذي يتمتع به سكان منطقة البحر الأبيض المتوسط.

ويمكن تطبيق هذا النظام بسهولة من خلال وجبات بسيطة مثل تناول الزبادي اليوناني مع العسل والمكسرات على الإفطار وسلطة خضراء مع سمك مشوي وخبز أسمر على الغداء وشوربة عدس مع خضروات طازجة على العشاء بينما يمكن تناول حفنة من المكسرات أو قطعة فاكهة كوجبة خفيفة.