في ظل النمو المتسارع لقطاع توصيل الطعام في المملكة، تواجه الشركات تحديات لوجستية وتشغيلية كبيرة خلال فترات الذروة والمواسم. الارتفاع الحاد في الطلب، والمنافسة الشديدة، وغياب التنسيق الفعال بين المطاعم وشركات التوصيل والسائقين، تسبب فوضى تؤثر سلباً على جودة الخدمة. هذه التحديات أثارت شكاوى العملاء، رغم الإيجابيات التي يوفرها القطاع من سهولة الوصول للوجبات بأسعار تنافسية.
زيادة الطلب بشكل غير مسبوق
باتت مناطق المملكة الرئيسية نقطة جذب للفعاليات العالمية، مما زاد الطلب على خدمات التوصيل بشكل غير مسبوق. محمد العطاس، المختص في قطاع النقل، أوضح أن عدم استعداد العديد من الشركات لهذا الارتفاع في الطلب يؤدي إلى تراكم الطلبات وتأخر تسليمها. وأضاف أن غياب آلية واضحة لتوزيع الطلبات بشكل متوازن بين السائقين يفاقم الفوضى، مما يجبر العملاء على الانتظار لفترات طويلة، ويقلل من القيمة الفعلية للخدمة المقدمة.
الحلول لمعالجة الضغط
اقترح العطاس عدة حلول لمواجهة هذه التحديات، منها:
- تحديد سقف أعلى لعدد الطلبات التي يمكن لكل مطعم استقبالها خلال ساعات الذروة.
- زيادة أعداد السائقين بشكل مدروس في أوقات الطلب المرتفع.
- تفعيل خيار الحجز المسبق للطلبات لتوزيعها بشكل أفضل على مدار اليوم.
كما شدد على ضرورة تشديد الرقابة التنظيمية على تطبيقات التوصيل لضمان تطبيق سياسات تشغيلية عادلة لجميع الأطراف المعنية.
الضغط على الطاقة التشغيلية
أشار السائق بندر غسان إلى الصعوبات التي يواجهها العاملون في مجال التوصيل خلال أوقات الذروة، مثل الازدحام المروري الشديد وتأخر بعض المطاعم في تجهيز الطلبات. وأضاف أن قبول بعض المطاعم لعدد طلبات يفوق طاقتها التشغيلية يؤدي إلى تأخير استلام السائق للطلب، وبالتالي تأخير تسليمه للعميل. كما أكد على غياب رقابة كافية على نسب العمولات والأسعار التي تفرضها بعض التطبيقات، مما يؤثر سلباً على أرباح السائقين ويزيد من الضغوط المهنية عليهم.
في النهاية، شدد العملاء والمختصون على ضرورة وضع آليات فعالة تضمن وصول الطعام بحالة جيدة، مع تحسين عمليات التغليف والنقل، وزيادة الوعي بأهمية التنسيق بين جميع الأطراف لتحسين تجربة العملاء ورفع مستوى الخدمة في هذا القطاع الحيوي.
