يشهد شهر أبريل تغيرات فلكية مثيرة في سماء الأرض، حيث تبدأ كوكبات الشتاء في الاختفاء تدريجيًا، بينما تظهر كوكبات الربيع في الأفق الشرقي. في النصف الشمالي، تصبح الليالي أقصر وأكثر دفئًا، بينما يطول الليل في النصف الجنوبي، مما يوفر فرصة ممتازة للاستمتاع برصد السماء.
البدر الوردي وظاهرة الرصد
في 13 أبريل، سيصبح القمر بدرًا كاملًا، وهو ما يُعرف بالبدر الوردي. على الرغم من أن سطوع القمر قد يعيق رصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والسُدم في الأيام الأولى من الشهر، إلا أن السماء تصبح أكثر ظلمة في النصف الثاني، مما يجعل الرصد أكثر متعة.
شهب القيثاريات ومذنب تاتشر
ستصل زخات شهب القيثاريات ذروتها في صباح 23 أبريل، حيث يمكن مشاهدة حوالي 20 شهابًا في الساعة. لحُسن الحظ، سيكون القمر في طور الهلال المتناقص، مما يقلل من تأثيره على الرصد. تنشأ هذه الشهب عندما تمر الأرض عبر الجسيمات الغبارية التي خلفها مذنب تاتشر، الذي زار نظامنا الشمسي آخر مرة في القرن التاسع عشر.
كوكبة الجوزاء وكوكبة الأسد
تختفي كوكبة الجوزاء من السماء تدريجيًا في أبريل، حيث تبدأ رحلتها الأخيرة في الأفق الغربي. ولن تُرى هذه الكوكبة في المساء حتى أواخر الخريف. وفي الوقت نفسه، تظهر كوكبة الأسد بشكل واضح في السماء، وتضم النجم الساطع قلب الأسد. يمكن رصد ثلاثية مجرات الأسد باستخدام تلسكوب صغير، وهي مجموعة مذهلة من المجرات الحلزونية تقع على بعد حوالي 35 مليون سنة ضوئية.
لقاء القمر مع الزهرة
في 24 و25 أبريل، سيُشكل هلال القمر المتناقص مع كوكب الزهرة مشهدًا جميلًا في السماء. يمكن رؤية الزهرة فوق الأفق الشرقي أثناء الشفق الصباحي. كما يقترب المريخ من العنقود النجمي المفتوح النثرة “خلية النحل”، مما يخلق فرصة مثالية لرصد ذلك المشهد عبر المنظار أو التلسكوب الصغير.
نصائح للرصد الفلكي
– اختر موقعًا بعيدًا عن أضواء المدن للتمتع برؤية أوضح.
– استخدم التلسكوبات المتوسطة أو الكبيرة لرصد السُدم والمجرات.
– استفد من الليالي الأكثر ظلمة في النصف الثاني من الشهر لرصد الأجرام الخافتة.
هذه التغيرات الفلكية تجعل شهر أبريل فرصة رائعة لعشاق الفلك لاستكشاف السماء والاستمتاع بمناظرها الخلابة.
