
أكد البروفيسور محمد يسلم شبراق، مستشار المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، أن حماية الحشرات ضرورية لحماية الطيور التي تعتمد عليها في غذائها. وأعرب عن قلقه إزاء تناقص أعداد الحشرات عالمياً بنسبة قد تصل إلى 40%، محذراً من تداعيات ذلك على التوازن البيئي والزراعة، وفقاً لشعار اليوم العالمي للطيور المهاجرة 2024 “حماية الحشرات، حماية للطيور”.
تنوع فطري في المملكة العربية السعودية
تحتضن المملكة العربية السعودية تنوعاً كبيراً من الحشرات يقدر بحوالي 7309 أنواع مسجلة. تشكل رتبة حرشفية الأجنحة (الفراشات والعثات) نحو 17.8% من هذه الأنواع، بينما تمثل غشائية الأجنحة (النحل والنمل) 14%. بالإضافة إلى ذلك، تضم غمدية الأجنحة (الخنافس) حوالي 1945 نوعاً. هذه الرتب الثلاث تشكل نحو 58% من الحشرات المعروفة في المملكة، وهي من أكثر المجموعات تأثراً بالتناقص العالمي الذي يقدر بنحو 40%. وأرجع الخبير أسباب هذا التدهور إلى عوامل متشابكة، منها:
– الاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية
– حرائق الغابات والتصحر
– انتشار الأنواع الغازية
– التلوث والتغير المناخي
أهمية الحشرات في التوازن البيئي
الحشرات تلعب دوراً حاسماً في التوازن البيئي، حيث تعد الغذاء الأساسي للعديد من الطيور. بعض الطيور، مثل صقر الأميور، تكيفت لتوقيت هجرتها مع هجرة أنواع معينة من الحشرات، مثل اليعسوب الشراعي، لضمان الحصول على الغذاء. كما أن تناقص أعداد الملقحات، كالنحل، لا يؤثر فقط على إنتاج العسل بل يهدد إنتاجية المحاصيل الزراعية الأساسية، مما قد يتسبب في خسائر اقتصادية ويزيد من مخاطر التصحر.
تداعيات تناقص الحشرات على الطيور والنباتات
التغير المناخي أدى إلى عدم تزامن وصول بعض الطيور المهاجرة، مثل صائد الذباب الأبقع الأوراسي، مع وفرة يرقات الفراشات، مما يهدد بقاء فراخها. كما أن موت أشجار السمر في المملكة مرتبط بانتشار يرقات فراشة حفارة، بينما ساهم الصيد الجائر لطيور الدخل، التي تتغذى على هذه اليرقات، في تفاقم المشكلة. ومن الملاحظ أن دورة حياة بعض الحشرات، مثل السيكادا، توفر الغذاء للطيور عند ظهورها، مما يبرز الترابط الدقيق في النظم البيئية وأهمية الحفاظ عليها.
إن حماية الحشرات ليست مجرد مسألة بيئية، بل هي قضية عالمية ذات تأثيرات متعددة الأوجه على الطيور والاقتصاد وصحة الإنسان. ومن الضروري تعزيز الجهود المحلية والدولية لضمان بقاء هذه الكائنات الحيوية ودورها الأساسي في استدامة التوازن البيئي.