لوران بلان: الأناقة التي أعادت الاتحاد إلى الصدارة وكادت تحقّق المجد في روشن

مع اقتراب نهاية موسم 2024-2025، يوشك نادي الاتحاد السعودي على تحقيق لقب دوري روشن للمحترفين تحت قيادة المدرب الفرنسي لوران بلان. بعد تعيينه في صيف عام 2024 وسط تشكيك بسبب خلفيته غير المرتبطة بالكرة العربية، أثبت بلان جدارة كبيرة بفضل رؤيته التكتيكية وهدوئه الذي قاد الفريق إلى موسم استثنائي أعاد أمجاد "العميد". نتائجه المبهرة جعلت الاتحاد يتصدر الدوري ويعيد نفسه إلى واجهة البطولات بعد سنوات من التذبذب.

بداية المشروع: ثقة في الوقت المناسب

تولى لوران بلان قيادة الاتحاد في فترة حرجة، حيث جاء بعد مغادرة المدرب الأرجنتيني غالاردو وسط توقعات كبيرة من الجماهير. بعبء تاريخ النادي الكبير، بدأ بلان مشروعه بثقة واضحة، قائلًا: "جئت من أجل مشروع، وليس فقط لموسم واحد." هذه الرؤية الطويلة الأمد كانت بداية التحول الذي يشهده الفريق اليوم.

التحول التكتيكي: الواقعية المنظمة

أظهر بلان براعة تكتيكية منذ بداية الموسم، حيث اعتمد على تشكيلة مرنة بين 4-3-3 و4-2-3-1، مع التركيز على التوازن بين الدفاع والهجوم. أصبح الفريق يتمتع بتنظيم دفاعي قوي وتحولات سريعة في الهجوم، مما أضاف بعدًا جديدًا لأسلوب لعبه. من أبرز عوامل نجاحه:

الصلابة الدفاعية: مع تألق الحارس مارسيلو غروهي والانضباط في الخط الخلفي.
التحولات السريعة: استفادة من سرعة لاعبين مثل رومارينيو وعبدالرزاق حمدالله.
تنويع الحلول الهجومية: من الكرات الثابتة والأطراف والعمق.

النتائج تتحدث: موسم استثنائي

حتى الجولة 28، يتصدر الاتحاد جدول الدوري بفارق مريح، بعد تحقيق 24 انتصارًا مقابل خسارتين فقط. الفريق أبهج الجماهير بنتائج كبيرة، مثل الفوز 3-1 على الهلال والتعادل الإيجابي مع النصر. هذه الإنجازات جعلت الجماهير تؤمن بمشروع بلان وتستعيد الثقة في قدرة الفريق على المنافسة.

اللقب المنتظر.. وعيون على دوري أبطال آسيا

مع تبقي جولتين فقط، يعد تتويج الاتحاد بالدوري مسألة وقت، وهو ما سيكون أول ألقاب بلان مع النادي. ومع ضمان التأهل إلى دوري أبطال آسيا، بدأ بلان التخطيط للموسم القادم، بهدف تعزيز الصفوف بصفقات مدروسة تمكن الفريق من المنافسة قاريًا.

من الشك إلى المجد

تحوّل لوران بلان من مدرب مشكوك في نجاحه إلى رمز للثقة والانتصارات. بثقافته الرفيعة وحنكته التكتيكية، قاد الاتحاد إلى موسم تاريخي. وفي حال رفع الكأس، سيصبح بلان ليس فقط مدربًا ناجحًا، بل جزءًا من التاريخ الذهبي لنادي الاتحاد.