
في خطوة تمثل تغيرا استراتيجيا بعد سنوات من العمل على النماذج المغلقة، كشفت شركة OpenAI عن أول نماذجها اللغوية بنظام الوزن المفتوح منذ عام 2019. ويأتي هذا التوجه مع الانتقادات السابقة التي طالت الشركة لتوجهها نحو النماذج التجارية المحدودة، ما يُعيد OpenAI إلى الجذور التي دعت لإتاحة تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة الجميع. النموذجان الجديدان يحملان اسم gpt-oss-120b وgpt-oss-20b، وأصبح بالإمكان تحميلهما الآن عبر منصة Hugging Face، ما يوفر للمطورين والباحثين فرصا جديدة لتخصيص الأدوات واستخدامها في تطبيقاتهم.
رغم أن كلمة المصدر المفتوح تشير عادة إلى إتاحة الشيفرة البرمجية وبيانات التدريب للجمهور، إلا أن النماذج التي أعلنت عنها OpenAI تعتمد ما يعرف بـ”الأوزان”، أي تلك القيم الرقمية التي يكتسبها النموذج أثناء مرحلة التدريب وتستخدم في تحليل البيانات وتوليد النصوص. هذه الخطوة تمنح مستخدمي الذكاء الاصطناعي إمكانية تعديل النماذج وتهيئتها للاستخدامات المختلفة دون الحاجة للوصول إلى الخوارزميات أو قواعد البيانات الخاصة بالتدريب.
بحسب البروفيسور بنجامين لي من جامعة بنسلفانيا، فإن إتاحة نماذج الوزن المفتوح يسمح للمطورين بالاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي وتخصيصها لأغراض متنوعة وفي مجالات كثير, دون الكشف الكامل عن طرائق التدريب أو تفاصيل البيانات المستخدمة.
شركة OpenAI أوضحت أن توفر الأوزان بدلا من النماذج الكاملة مصدره الحرص على حماية التقنيات من عمليات الهندسة العكسية، وفي الوقت نفسه تدعم جهود مجتمع المطورين عبر منحهم إمكانية استخدام النماذج أو إعادة ضبطها لتتناسب مع احتياجهم الخاص.
النموذج الأكبر gpt-oss-120b صمم بوجود 117 مليار معلمة ويتطلب لتشغيله أجهزة مزودة ببطاقة عرض رسومات لا تقل عن 80 جيجابايت من الذاكرة، في حين يناسب النموذج الأصغر gpt-oss-20b الاستخدام على الحواسيب التقليدية المجهزة بذاكرة وصول عشوائي بسعة 16 جيجابايت، الأمر الذي يجعله ملائماً للأفراد والمطورين المستقلين أو حتى لمن يفضل الاستخدام غير المتصل بالإنترنت.
كذلك تقدم النماذج إمكانيات متراكبة مثل التحليل المتسلسل والاستخدام المنظم للأدوات وابتكار حلول شاملة للمشكلات بشكل عملي من خلال خطوات واضحة، غير أن هذه النماذج لا تدعم في الوقت الحالي التعامل مع الصور والفيديو والصوت، وهي ميزات تظل متاحة فقط في النماذج التجارية للشركة.
يشار إلى أن التراخيص الصادرة وفق Apache 2.0 تتيح مرونة كبيرة لتعديل النماذج واستخدامها في تطبيقات متنوعة ضمن مختلف القطاعات. في هذا السياق، أعلنت OpenAI أنها تتعاون حاليا بجهود مشتركة مع مؤسسات مثل AI Sweden وهي الهيئة المعنية بالذكاء الاصطناعي الوطني في السويد، لتطبيق النماذج الجديدة في مشاريع عملية، الأمر الذي قد يمهد لإطلاق المزيد من نماذج الوزن المفتوح مستقبلاً.