تشهد السماء في الأيام الحالية حدثًا فلكيًا مميزًا يتمثل في اصطفاف الهلال وكوكب الزهرة معًا بعد غروب الشمس مما يوفر فرصة رائعة لمشاهدتهما بالعين المجردة، وفي إطار ذلك فقد أوضح خبير الفلك والمناخ الدكتور خالد الزعاق أهمية هذه الظاهرة وما تحمله من دلالات تاريخية وثقافية، ومن الجدير بالذكر أن تعد هذه الظواهر الفلكية من اللحظات المدهشة التي تثير فضول الكثيرين، وتتيح للناس الفرصة للتأمل في جمال الكون واستكشاف عجائب الأجرام السماوية.
ظاهرة فلكية مدهشة بسماء جدة
أكد الدكتور خالد الزعاق أن الهلال وكوكب الزهرة يمكن مشاهدتهما بوضوح بعد مغيب الشمس في الأفق الغربي، وقد أشار إلى أن الشهر الذي نعيشه يُعرف بشهر الهلال حيث يُعتبر الهلال من أشهر الأجرام السماوية وأكثرها جاذبية، بينما يُعتبر كوكب الزهرة واحدًا من أجمل الأجرام السماوية أيضًا.
تحدث الزعاق عن التراث العربي وكيف كان العرب يهللون ويحتفلون عند رؤية قوس النور المنبعث من جرم القمر مما أدى إلى تسميته “الهلال”، وأشار إلى كوكب الزهرة الذي يُطلق عليه في اللغة العربية “الكوكب الدري”، وهو اسم يعكس لمعه اللامع في السماء، ويُعرف هذا الكوكب أيضًا بين العامة باسم “السراية”.
كما وصف رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة هذا الاصطفاف بأنه من أجمل الأحداث الفلكية حيث يحدث عندما يظهر القمر والزهرة قريبين من بعضهما في السماء مما يُعطي انطباعًا بأنهما يلتقيان، ومن الجدير بالذكر أن هذا التقارب هو تقارب ظاهري فقط؛ إذ يبعد القمر والزهرة ملايين الكيلومترات عن بعضهما، ومع ذلك بسبب الحركة المدارية لكل منهما حول الأرض والشمس يبدو لنا وكأنهما يجتمعان في نقطة واحدة في السماء.
كذلك فقد أكد أبو زاهرة على أهمية التقاط الصور الفلكية خلال هذا الاصطفاف، مشيرًا إلى أنه يُفضل بدء المراقبة قبل حلول ظلمة الليل حيث سيكون كوكب الزهرة في أقصى درجات اللمعان والإشراق، وخلال ساعات الليل ستبدو جميع الأجرام ظاهريًا وكأنها تتحرك نحو الغرب بسبب دوران الأرض حول محورها، ومع ذلك فإن الحركة الحقيقية للقمر تكون نحو الشرق بالنسبة للنجوم.
