صحة الأمعاء: دراسة تكشف دورها في تقليل أعراض الحساسية الموسمية

صحة الأمعاء: دراسة تكشف دورها في تقليل أعراض الحساسية الموسمية
صحة الأمعاء: دراسة تكشف دورها في تقليل أعراض الحساسية الموسمية

مع اقتراب فصل الحساسية وازدياد ظهور أعراض مثل العطاس وسيلان الأنف وحكة العين بين الأشخاص الذين يعانون من حمى القش، يتجه الكثير إلى البحث عن حلول جديدة لتخفيف هذه المعاناة إلى جانب الأدوية التقليدية. ويشير المتخصصون إلى أن الاهتمام بصحة الجهاز الهضمي قد يحمل إجابات مفاجئة، إذ أظهرت دراسات أن الجهاز الهضمي يلعب دوراً بارزاً في استجابة الجسم لمسببات الحساسية مثل حبوب اللقاح، حيث يحتوي على حوالي 80 في المائة من الخلايا المناعية في الجسم. هذا الأمر يجعل توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء عاملاً أساسياً لتنظيم عمل الجهاز المناعي وتمكينه من التمييز بين المواد الضارة وغير الضارة.

توضح خبيرة التغذية كريستين ستافريديس أن الأمعاء السليمة تدعم الجسم في التقليل من قوة رد الفعل التحسسي. وفي المقابل، يؤثر أي خلل في توازن البكتيريا النافعة سلباً، إذ يؤدي إلى إرسال إشارات مناعية خاطئة تزيد من الأعراض المرتبطة بالحساسية. ويؤكد الدكتور آدم بيرلمان من مؤسسة بندولوم ثيرابيوتكس أن بعض أنواع البكتيريا مثل akkermansia muciniphila وclostridium butyricum تساعد في تقوية الحاجز الواقي للأمعاء وتحد من استجابة الجهاز المناعي المفرطة تجاه المهيجات.

ينصح الخبراء باتباع نظام غذائي يشمل الألياف والأطعمة الغنية بالبروبيوتيك، مثل الكفير والكيمتشي والكمبوتشا أو غيرها من الأطعمة المخمرة، بهدف تعزيز وجود البكتيريا الجيدة في الأمعاء ودعم المناعة الطبيعية للجسم. وتبين الأبحاث أن تناول حصة واحدة من هذه الأطعمة يومياً قد يسهم في تقليل الالتهاب وحدّة ردود الفعل التحسسية. يمكن أيضاً الاستعانة بالمكملات المتخصصة بعد استشارة طبيب أو مختص بالتغذية، خصوصاً في حال وجود مشاكل صحية مزمنة.

إلى جانب النظام الغذائي، يُوصى بتقليل التعرض لحبوب اللقاح عبر إبقاء النوافذ مغلقة واستخدام أجهزة تنقية الهواء وغسل الشعر والملابس بعد العودة من الخارج. كما أن إدارة التوتر تمثل جزءاً مهماً من الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي والمناعي، نظرا لتأثير الضغوط النفسية المباشر على كفاءة هذه الأجهزة. وبالرغم من أن الاهتمام بصحة الأمعاء ليس علاجاً نهائياً للحساسية الموسمية، إلا أن هذا النهج يوفر خياراً طبيعياً يمكن أن يساعد في دعم المناعة والتقليل من أعراض حمى القش.