النوم المتأخر يتصدر تريند تيك توك: جدل واسع حول الكسل والحاجة الملحة

النوم المتأخر يتصدر تريند تيك توك: جدل واسع حول الكسل والحاجة الملحة
النوم المتأخر يتصدر تريند تيك توك: جدل واسع حول الكسل والحاجة الملحة

تصدر مقطع فيديو نشرته صانعة المحتوى دانا جوي سيغلستين على منصة تيك توك منصات التواصل الاجتماعي وفتح نقاشاً واسعاً حول النظرة العائلية للنوم، خاصة بعد أن سألت متابعيها إن كانوا ينتمون إلى عائلات تدعم النوم أو تعارضه. في الفيديو الذي حقق أكثر من 6.9 مليون مشاهدة، تحدثت سيغلستين عن تجربتها الخاصة داخل منزل لم يعتبر الاستيقاظ المتأخر أمراً سلبياً، وأوضحت أنها إذا نامت حتى ساعات الظهر كانت تكتفي بإبلاغ والدتها برسالة نصية، فترد والدتها عليها بأن النوم الطويل دليل على أنها كانت بحاجة للراحة.

وتوالت التعليقات من المستخدمين الذين شاركوا تجاربهم حول تعامل عائلاتهم مع النوم، إذ كشف البعض عن تعرضهم للانتقاد ووصفهم بالكسل عند النوم لساعات أطول، بينما أشار آخرون إلى دعم أسرهم لعادات النوم الصحية وعدم اتخاذهم موقفاً سلبياً اتجاهها.

الدكتور جيس بي. شاتكن أستاذ الطب النفسي للأطفال والمراهقين في جامعة نيويورك أوضح لموقع يو اس توادي أن هذا الجدل مبرر، حيث يعد النوم عاملاً أساسياً في الصحة النفسية، وذكر أن العادات المرتبطة بالنوم التي تتكون في سنوات الطفولة والمراهقة غالباً ما تستمر حتى مرحلة البلوغ. كما نبه شاتكن إلى أن الحرمان من النوم يمكن أن يؤدي لزيادة مشكلات القلق والاكتئاب، ويؤثر سلباً على الذاكرة والتركيز ويسبب تقلبات بالمزاج، مؤكداً أن الاستمرار في تجاهل الحاجة للنوم يجعل الشخص أكثر عرضة للتوتر.

من جانبه أشار الدكتور وارن نغ، مدير الصحة المجتمعية في مركز الصحة النفسية للشباب بنيويورك، إلى أن اضطرابات النوم تعد في كثير من الأحيان إشارة مبكرة على إمكانية ظهور مشكلات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب، موضحاً أن نصف هذه الاضطرابات تبدأ في الظهور قبل سن الرابعة عشرة.

وتشدد الأكاديمية الأمريكية لطب النوم على أهمية الساعات الكافية من النوم للفئات العمرية المختلفة، إذ يحتاج الأطفال بين 6 و12 عاماً ما بين 9 إلى 12 ساعة يومياً، فيما تتراوح حاجة المراهقين بين 13 و18 عاماً من 8 إلى 10 ساعات نوم. رغم ذلك، تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 77 بالمئة من طلاب المرحلة الثانوية لا يحصلون على نوم كاف بشكل منتظم.

وينصح الخبراء الأسر بتهيئة بيئة مناسبة للنوم عبر تثبيت أوقات النوم والاستيقاظ يومياً، والحد من القيلولة في النهار، وتقليل التعرض للأجهزة الذكية والكافيين في المساء. كما يشدد الأطباء على أهمية الأنشطة العائلية الهادئة مثل القراءة المشتركة لدعم جودة النوم لدى الأطفال والمراهقين.

النقاش الدائر حول عادات النوم داخل العائلات يسلط الضوء على دور البيئة المنزلية في تكوين أنماط النوم لدى الصغار والشباب، وما يترتب على ذلك من آثار على الصحة النفسية والجسدية على المدى البعيد.