كشفت مدرسة ليفربول للطب الاستوائي عن نتائج بحثية جديدة تشير إلى نجاح عقار نيتيزينون الذي استعمل في السابق لعلاج أمراض وراثية نادرة، في القضاء على البعوض بطرق مبتكرة وواعدة. ووفق ما صرح به العلماء، يسبب هذا العقار جعل الدم البشري سامًا للبعوض بشكل يؤثر مباشرة على حياته، إذ أظهرت التجارب أن العقار يقتل الحشرة سواء خلال امتصاصها للدم من الأشخاص المعالجين به، أو عند ملامستها لأسطح تحتوي على المادة الفعالة. ويتميز نيتيزينون بعد حصوله على ترخيص لعلاج التيروزينيميا من النوع الأول وكذلك الألكابتونوريا، بأنه آمن تماماً للاستخدام البشري.
وشرح الباحث زاك ستافرو داوود أن آلية عمل العقار تكمن في تعطيل قدرة البعوض على هضم البروتينات الموجودة في الدم، مما يؤدي إلى تراكم الدم في جهازها الهضمي وحدوث حالة شبيهة بالتخمة القاتلة التي تفضي إلى موت الحشرة. أما الباحثة لي هاينز، فقد أوضحت أن هذه النتائج تفتح الباب أمام تطوير أساليب جديدة لمحاربة البعوض الذي أظهر مقاومة متزايدة للمبيدات التقليدية، مضيفة أن امتصاص النيتيزينون عبر أرجل البعوض يمثل جانبًا لا يزال بحاجة للبحث والدراسة لفهمه بشكل أدق.
يعكس هذا التطور البحثي أهمية الابتكار واعتماد طرق غير تقليدية في مكافحة الأمراض المنقولة عن طريق الحشرات، بهدف الحد من المخاطر الصحية المرتبطة بانتشار البعوض، خاصة في ظل تزايد تحديات مقاومة المبيدات المنتشرة حاليًا.
