
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature Medicine عن تصاعد المخاطر الصحية المرتبطة باستهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، حيث زاد القلق حول تأثير هذه الأغذية على الصحة، خاصة عند مقارنتها بالنظم الغذائية التي تعتمد على أغذية معالجة بشكل طفيف أو غير معالجة. وتبرز نتائج الأبحاث أن الاعتماد المتزايد على هذه الأطعمة يؤدي إلى أضرار صحية عديدة.
تصنف الأغذية بحسب نظام NOVA وفقاً لدرجة معالجتها إلى عدة فئات، من بينها الأطعمة غير المعالجة أو المعالجة بشكل طفيف كالفواكه المجمدة أو السبانخ المغسولة، والمكونات الطهوية المعالجة والأطعمة المعالجة، إلى جانب الأطعمة فائقة المعالجة التي تخضع لتغييرات صناعية كبيرة وتحتوي على إضافات مثل الأصباغ والنكهات والمواد الحافظة. ومن أمثلتها المشروبات السكرية، الوجبات السريعة، والوجبات الخفيفة الجاهزة.
الأطعمة المعالجة ليست جميعها ضارة، حيث أن بعض العمليات مثل تسخين أو تجميد الطعام قد تُجرى لتحسين جودته وقيمته الغذائية كما هو الحال في الحليب المدعم أو الفواكه المجمدة. يشير خبراء التغذية إلى أن المشكلة تكمن في درجة المعالجة وليس في عملية المعالجة ذاتها، فالأطعمة التي تتضمن تعديلات صناعية مكثفة وتضاف إليها كميات كبيرة من الملح والسكر والدهون غير الصحية تؤدي إلى الإفراط في الاستهلاك وقد تقلل من الاعتماد على الأغذية المفيدة مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
الخبراء مثل الدكتور أمار ديف وخبيرة التغذية دينا تشامبيون يؤكدون أن الأطعمة المعالجة بشكل طفيف تعتبر آمنة في الغالب ومفيدة صحياً. ومع ذلك، فإن تناول الأطعمة فائقة المعالجة بشكل مفرط يرتبط بزيادة مخاطر الأمراض المزمنة كأمراض القلب والسكري والسرطان وارتفاع الكوليسترول والسمنة، وذلك نتيجة ارتفاع السعرات الحرارية وضعف محتواها الغذائي.
وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون مستويات مرتفعة من الأطعمة فائقة المعالجة يتعرضون لمخاطر صحية مضاعفة بالمقارنة بمن يتبعون نظاماً غذائياً غنياً بالأطعمة الكاملة والنقية. لذلك تُوصي الهيئات الصحية بتقليص تناول هذه المنتجات إلى الحد الأدنى والتركيز على خيارات طعام طبيعية وأقل معالجة لتحسين الصحة وجودة الحياة.