
في الفترة الأخيرة، انتشر تحدي جديد باسم 6-6-6 على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة تيك توك ورديت، حيث يشارك كثيرون في تجربة المشي لمدة ساعة كاملة ستة أيام أسبوعياً، إما في السادسة صباحاً أو السادسة مساءً، مع إضافة ست دقائق للإحماء وأخرى للتهدئة في كل حصة. يقول المشاركون إن هذا التحدي يساعدهم على فقدان الوزن، وتحسين صحة القلب، ورفع المزاج.
يجذب هذا التحدي اهتمام الناس بالطريقة نفسها التي لاقت بها تحديات اللياقة الرقمية المبنية على أرقام، مثل تمرين 12-3-30، رواجاً كبيراً في السنوات الأخيرة، حيث أن سهولة قياس الأهداف ووضوحها يعدان من العوامل الرئيسية التي تدفع الكثيرين للتجربة. أوضحت ليبي ريتشاردز، أستاذة التمريض بجامعة بوردو والمتخصصة في تغيير السلوك الصحي، أن وجود أرقام دقيقة وتفاصيل محددة من شأنه أن يدفع المشاركين بحماس لتحقيق الأهداف.
رغم أن هناك غموضاً حول منشأ هذا التحدي، إلا أن خطواته تتوافق فعلياً مع توصيات الحركة والنشاط البدني التي يوصي بها الخبراء. فالمشي لمدة 60 دقيقة يومياً يساعد للوصول إلى 150 دقيقة من النشاط المعتدل أسبوعياً كما توصي بذلك المؤسسات الصحية، ما يعود بفوائد واضحة على صحة القلب، يقوي العظام والعضلات، ويزيد من قوة التحمل، بحسب ما ذكرت ريتشاردز.
التوقيت الذي يختاره المشارك للمشي – سواء في الصباح الباكر أو المساء – ليس له دليل علمي قاطع يفيد بأفضلية إحدى الفترتين، غير أن الالتزام بروتين منتظم هو الأمر الأكثر أهمية حسب رأي المختصين. كذلك أشارت الأبحاث إلى أن المشي بعد الوجبات يسهم في تنظيم سكر الدم وتحسين الهضم، بينما تساعد رياضة الصباح على تنشيط عملية حرق الدهون.
وينبه الخبراء أيضاً إلى قيمة الإحماء والتهدئة، إذ أن هاتين الخطوتين ضروريتان لتقليل خطر الإصابات، وتحسين عودة الجسم إلى حالته الطبيعية بعد التمارين، وتخفيف آلام العضلات. وبحسب الدكتورة ريتشاردز، فإن الفائدة الأكبر تأتي من الاستمرارية وليس التمسك الحرفي بالأرقام، فيما يؤكد لينيرت فيرمان، أستاذ الصحة العامة بجامعة غريفيث، أن أي التزام بالمشي المنتظم، بغض النظر عن تفاصيل التحدي، له أثر إيجابي واضح على الصحة العامة وطول العمر.
ينصح الخبراء المبتدئين بالانطلاق بجلسات مشي قصيرة لمدة عشرين دقيقة ثم زيادتها تدريجياً، مع مراجعة الطبيب في حال وجود مشاكل صحية مزمنة. يقدم تحدي 6-6-6 إطاراً منظماً وسهلاً يدعم الراغبين في زيادة نشاطهم البدني، ويمنحهم دافعاً للاستمرار بفضل وضوح خطواته وقيمته العلمية.