
تشير بيانات بحثية جديدة صادرة عن معهد البحوث السريرية في مونتريال إلى أن مكملات الأوميغا 3 الدهنية، وخاصة النوعين المعروفين بـ EPA وDHA الموجودين بكثرة في زيت السمك، يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في خفض احتمالات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب، وهما من المشاكل الصحية الأكثر شيوعًا وخطورة عالميًا. الدراسة رصدت تأثير تناول يومي لمكملات زيت السمك على مجموعة من المتطوعين الأصحاء بهدف مراقبة التغيرات في الاستجابات الحيوية التي ترتبط بالسكري وصحة القلب.
بدأت الدراسة في عام 2013 واستمرت حتى عام 2019، حيث خضع أربعون شخصًا يتمتعون بصحة جيدة ولا يتناولون أي أدوية إلى تناول جرعة يومية مقدارها 2.7 غرام من EPA وDHA لمدة 12 أسبوعًا كاملًا مع التزامهم بنمطم الغذائي المعتاد دون تغيير. الباحثون سجّلوا تغييرات واضحة في قدرة الجسم على إفراز الإنسولين وتحسين عملية التخلص من الدهون بعد تناول الوجبات الدسمة، إلى جانب رصد انخفاض في مستويات الالتهاب المزمن داخل الأنسجة الدهنية، وخاصة عند المشاركين الذين ظهرت لديهم نسب مرتفعة من بروتين الدم apoB المرتبط بارتفاع الكوليسترول الضار.
منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن عدد المصابين بمرض السكري حول العالم يزيد عن 529 مليون مصاب حسب إحصائيات عام 2021، حيث سجلت الوفيات المرتبطة بهذا المرض حوالي 1.6 مليون حالة في تلك السنة فقط. السكري يعتبر من الأمراض المرتبطة بنمط الحياة والذي يتسبب في إرباك في استقلاب السكريات والدهون، ما يرفع فرص التعرض لأمراض القلب والسكتات الدماغية.
وتوضح البيانات المنشورة في مجلة Scientific Reports أن ارتفاع بروتين الدم apoB قد لا يكون نتيجة السكري وحده، بل ربما يعد سببًا أيضًا للإصابة به. انخفاض معدلات الالتهاب بفضل تناول الأوميغا 3 انعكس إيجابًا على تقليص الكثير من عوامل الخطر المرتبطة بالسكري وأمراض القلب.
من منظور تغذوي ينصح المختصون بتناول الأسماك الدهنية مرتين في الأسبوع مثل السلمون والماكريل والرنجة للحصول على كميات كافية من EPA وDHA، خاصة وأن الجسم لا يصنع هذين الحمضين بشكل طبيعي بكميات كافية. كما يمكن اللجوء إلى مكملات زيت السمك المعتمدة عالميًا لزيادة الفائدة وضمان الجودة.
يعمل الفريق البحثي في مونتريال حاليًا على استكشاف الروابط المعقدة بين تخفيض الكوليسترول الضار وزيادة خطر الإصابة بالسكري، ويبحث في إمكانية أن تساهم الأوميغا 3 في حل هذا التضارب الطبي. الدراسة لاتزال مستمرة وهي مفتوحة لمشاركين إضافيين من داخل كندا.