
أشار الدكتور خالد الزعاق، المتخصص في علم الفلك والمناخ، إلى أن العرب في الأزمنة القديمة أولوا اهتماماً واسعاً برصد الظواهر الجوية ومتابعة أحوال الطقس، حيث برعوا في مراقبة السحب والأمطار والرعد والبرق. وقد تفوقوا في هذا المجال على غيرهم من الأمم، إذ اعتمدت كثير من الحضارات لاحقاً مصطلحاتهم ونقلت عنهم تقسيماتهم المرتبطة بالغلاف الجوي.
الدكتور الزعاق بيّن أن العرب أبدعوا في ابتكار عدة تقسيمات للسحب حسب أشكالها ومسارها، فمثلاً قاموا بتسمية السحاب المتقطع باسم السحاب النشور، وعرّفوا السحاب المنخفض بأنه النوع الذي يتحرك مع الرياح القريبة من سطح الأرض، كما أشاروا إلى السحب التي تظهر تحت السحابة الأم وتعد علامة على قرب سقوط المطر.
كما أوضح أن العرب أطلقوا أيضاً تسمية السحاب المتراكم على السحب التي تبدو كأنصاف دوائر متداخلة، بينما أطلقوا على السحب التي تمتد على مساحات واسعة من السماء وتسبب هطول الأمطار تسمية السحب المنفرشة الماطرة، بالإضافة إلى السحاب العارض الذي يغطي السماء بشكل كامل.
وفقاً لتأكيدات الزعاق فإن كل هذه المصطلحات والتصنيفات تدل على دقة المراقبة لدى العرب وقدرتهم على استنتاج حالة الطقس من شكل السحب، ما جعل لغة الأرصاد الجوية لديهم ثرية وانتقلت فيما بعد إلى ثقافات عديدة حول العالم.