
أكد متخصصون في مجال المسالك البولية أن عادة التبول وقوفا التي يمارسها قطاع عريض من الرجال كخيار سريع ومريح قد تخفي وراءها سلسلة من المخاطر الصحية غير المتوقعة على المدى الطويل وهو ما دفع الأوساط الطبية إلى تجديد التحذير من تبعاتها السلبية على الجسم.
تكمن المشكلة الرئيسية في أن وضعية الوقوف لا تسمح لعضلات الحوض والمثانة بالارتخاء التام مما يعيق عملية تفريغ البول بالكامل. هذا الأمر يؤدي إلى بقاء كميات صغيرة من البول داخل المثانة بشكل مستمر وهو ما يخلق بيئة مثالية لنمو البكتيريا وبالتالي يرفع من احتمالية الإصابة بالتهابات المسالك البولية المتكررة وتكون حصوات الكلى.
على صعيد متصل ترتبط صحة البروستاتا ارتباطا وثيقا بكفاءة إفراغ المثانة. وأظهرت دراسات طبية أن الضغط المستمر الناتج عن عدم التفريغ الكامل للبول أثناء الوقوف قد يساهم مع مرور الزمن في زيادة خطر الإصابة بمشكلات شائعة لدى الرجال مثل تضخم البروستاتا الحميد أو حتى التهابها.
ولا تقتصر التأثيرات السلبية على المثانة والبروستاتا فقط بل تمتد لتشمل الكليتين اللتين تتعرضان لضغط إضافي. فمع استمرار تراكم البول تضطر الكليتان إلى بذل مجهود أكبر لتصفية الدم والتخلص من الفضلات وهو ما قد يرهقهما على المدى البعيد ويزيد من احتمالات تطور أمراض كلوية مزمنة قد تصل إلى الفشل الكلوي.
من جانب آخر لا يمكن إغفال الجانب المتعلق بالنظافة العامة والصحة الشخصية. إن التبول في وضعية الوقوف يزيد بشكل كبير من تناثر رذاذ البول في محيط المرحاض وعلى الملابس مما يهيئ بيئة لنقل الجراثيم والبكتيريا ويؤثر سلبا على مستوى النظافة الشخصية للفرد والمحيطين به.
بعيدا عن المخاطر الجسدية المباشرة أشار خبراء إلى وجود تأثير نفسي غير مباشر. فوضعية الجلوس تمنح الجسم فرصة أكبر للاسترخاء الجسدي والذهني وهو ما ينعكس إيجابيا على الحالة النفسية العامة بينما قد تساهم وضعية الوقوف المستمرة في خلق حالة من التوتر والسرعة غير الضرورية.