
قد تبدو عادة ترتيب السرير فور الاستيقاظ سلوكاً حضارياً ومنظماً لكنها قد تخفي وراءها خطراً صحياً غير متوقع. فهذا الإجراء البسيط يخلق بيئة مثالية لنمو وتكاثر كائنات دقيقة لا تُرى بالعين المجردة تعرف باسم عث الغبار والتي تزدهر في الأماكن الدافئة والرطبة التي توفرها الأسرة المغطاة.
تتغذى هذه الحشرات الصغيرة على خلايا الجلد الميتة وتجد في الأسرة التي يتم تغطيتها مباشرة بعد النوم ملاذاً آمناً. فالحرارة الصادرة من الجسم أثناء الليل بالإضافة إلى الرطوبة الناتجة عن التعرق تبقى محبوسة تحت الأغطية مما يوفر الظروف المثالية لبقائها وتكاثرها مسببة الحساسية والطفح الجلدي والحكة للكثيرين.
وقد دعمت دراسة بريطانية سابقة هذه النظرية حيث خلص الباحثون إلى أن ترك الفراش غير مرتب خلال ساعات النهار يؤدي إلى تبخر الرطوبة من الشراشف والمرتبة بشكل فعال. هذه العملية تحرم عث الغبار من الماء الضروري لبقائه على قيد الحياة مما يؤدي إلى جفافه وموته في نهاية المطاف.
ينصح الخبراء بضرورة ترك السرير دون ترتيب لفترة من الزمن بعد مغادرته صباحاً للسماح للهواء بالدوران وتجفيف الرطوبة. وتشير التوصيات إلى أن الانتظار لمدة نصف ساعة على الأقل يمكن أن يحدث فرقاً بينما يرى آخرون أن ترك السرير مهوى لمدة تصل إلى ساعتين يساهم في القضاء على أعداد كبيرة من عث الغبار بشكل كبير.
ولتعزيز بيئة نوم صحية لا يقتصر الأمر على تهوية السرير فحسب بل يمتد ليشمل تدابير وقائية أخرى. من الضروري غسل أغطية السرير والملاءات بانتظام واستخدام أغطية واقية للمرتبة لمنع تسلل هذه الآفات بالإضافة إلى ضمان تدفق جيد للهواء في غرفة النوم لتقليل مستويات الرطوبة العامة.