كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود علاقة مباشرة ومقلقة بين استهلاك الأمهات للسكر خلال فترة الحمل والمهارات الإدراكية لأطفالهن في مراحلهم العمرية الأولى حيث ارتبط تناول كميات مرتفعة من السكر بتراجع ملحوظ في القدرات العقلية والذهنية لدى الأطفال الصغار وهو ما يضيف بعدا جديدا للمخاطر الصحية المعروفة للإفراط في تناول السكريات.
واستندت نتائج البحث إلى تحليل بيانات شاملة شملت 1234 من الأمهات وأطفالهن حيث تتبع الباحثون بدقة النظام الغذائي للأم أثناء حملها مع التركيز على كمية السكر المستهلكة كما قاموا بمراقبة النظام الغذائي للأطفال أنفسهم في سنواتهم المبكرة لتقييم تأثير السكر على نموهم الذهني.
وأظهرت النتائج أن النساء اللاتي اعتمدن على نظام غذائي غني بالسكر كن أكثر عرضة لإنجاب أطفال يعانون من ضعف في المهارات المعرفية وقد لوحظ هذا التأثير السلبي بشكل خاص في القدرات غير اللفظية المتعلقة بحل المشكلات بالإضافة إلى ضعف في الذاكرة اللفظية لدى هؤلاء الأطفال.
ولم يقتصر التأثير على الأم فقط بل وجد الباحثون أن الأطفال الصغار الذين استهلكوا بدورهم كميات كبيرة من السكر في بداية حياتهم أظهروا ضعفا مماثلا في وظائفهم الإدراكية مما يؤكد أن التأثير السلبي للسكر يمتد من مرحلة الحمل إلى الطفولة المبكرة.
وسلطت الدراسة الضوء بشكل خاص على المشروبات المحلاة بالسكر باعتبارها تشكل مشكلة أساسية في هذا السياق والمثير للدهشة أن التأثير السلبي امتد ليشمل حتى المشروبات الغازية الخالية من السكر أو ما يعرف بمشروبات الدايت التي تناولتها الأمهات أثناء الحمل.
وفي المقابل توصلت الدراسة إلى ملاحظة إيجابية ومهمة حيث ارتبط تناول الفاكهة الكاملة التي تحتوي على سكريات طبيعية بنتائج معاكسة تماما فقد أظهر الأطفال الذين تناولت أمهاتهم الفاكهة أو تناولوها بأنفسهم قدرات حركية وبصرية أفضل و مستويات أعلى من الذكاء اللفظي.
