علاج الدوخة والدوار في دقيقة: تعرف على الأسباب وأسرع طرق التخلص منها

علاج الدوخة والدوار في دقيقة: تعرف على الأسباب وأسرع طرق التخلص منها
علاج الدوخة والدوار في دقيقة: تعرف على الأسباب وأسرع طرق التخلص منها

يمثل الشعور بالدوخة أو الدوار تجربة مربكة ومقلقة حيث يفقد الشخص الإحساس بالاتزان أو يشعر بأن محيطه يدور به بشكل مفاجئ. ورغم أن هذه الحالة قد تكون مؤقتة في بعض الأحيان إلا أن تكرارها يعد مؤشرا مهما يستدعي الانتباه الطبي لتحديد الأسباب الجذرية الكامنة وراءها واختيار مسار العلاج المناسب.

يعد الدوار الموضعي الحميد من أكثر أنواع الدوخة شيوعا وينتج عن حركة غير طبيعية لبلورات دقيقة داخل الأذن الداخلية. ولحسن الحظ يوجد إجراء علاجي بسيط وفعال يعرف بمناورة إيبلي يقوم فيه الطبيب المختص بتحريك رأس المريض وجسمه ضمن وضعيات محددة بهدف إعادة تلك البلورات إلى مكانها الصحيح وعادة ما تؤدي هذه المناورة إلى زوال الأعراض تماما بعد جلسة أو جلستين.

يأتي العلاج الطبيعي الدهليزي كأحد أبرز الطرق العلاجية الحديثة خاصة للحالات المتعلقة بمشكلات الأذن الداخلية حيث يضع المعالج الفيزيائي برنامجا متخصصا من التمارين يهدف إلى إعادة تدريب الجسم على التوازن وتقوية قدرته على التكيف مع الخلل وهو ما يقلل بشكل ملحوظ من تكرار نوبات الدوار وخطر السقوط. وفي بعض الحالات قد يكون السبب نفسيا بحتا فالقلق والتوتر والاكتئاب يمكن أن تظهر أعراضها على شكل دوخة مستمرة وهنا يصبح العلاج النفسي والسلوكي مع ممارسة تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق هو الحل الأمثل.

تبدأ رحلة العلاج الصحيحة دائما بالوصول إلى تشخيص دقيق للحالة وهو ما يتطلب أكثر من مجرد الاستماع لشكوى المريض. يقوم الطبيب بإجراء سلسلة من الفحوصات الشاملة التي تتضمن اختبارات للمشي والتوازن لتقييم قدرة الجسم على التحكم في حركته بالإضافة إلى فحص دقيق للعينين للكشف عن أي حركات لا إرادية قد تشير إلى وجود خلل في الجهاز الدهليزي بالأذن الداخلية.

تتضمن الإجراءات التشخيصية أيضا اختبارات متقدمة للسمع لقياس كفاءة الأذن وقد يطلب الطبيب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية لاستبعاد وجود أي مشكلات في الدماغ مثل الأورام أو الجلطات. كما يعتبر فحص ضغط الدم ووظائف القلب جزءا أساسيا من عملية التشخيص لأن أي اضطراب فيهما قد يكون سببا مباشرا للشعور بالدوخة.

يعتمد العلاج الدوائي بشكل كامل على السبب الذي تم تحديده فمثلا في حالة تشخيص مرض مينيير وهو اضطراب يصيب الأذن الداخلية يصف الطبيب عادة مدرات للبول مع نظام غذائي منخفض الملح لتقليل تراكم السوائل في الجسم. أما للسيطرة على نوبات الدوار الحادة والمفاجئة فيمكن استخدام أدوية مضادة للغثيان أو مضادات الهيستامين مع الأخذ في الاعتبار أنها قد تسبب النعاس كأثر جانبي. وقد توصف مضادات القلق من فئة البنزوديازيبين إذا كان الدوار مرتبطا بالتوتر النفسي الشديد للمساعدة في السيطرة على الأعراض.

بجانب العلاجات الطبية يمكن اتخاذ خطوات بسيطة في المنزل لتخفيف الأعراض والوقاية من المخاطر. ينصح بالاستلقاء فورا عند الشعور بالدوار لتجنب السقوط والإصابة. ومن الضروري أيضا تجنب الحركات المفاجئة والنهوض ببطء بعد الجلوس أو الاستلقاء. كما يلعب الحفاظ على ترطيب الجسم بشرب كميات كافية من الماء دورا مهما في الوقاية من الدوخة الناتجة عن الجفاف. ويوصى كذلك بتقليل استهلاك الكافيين والكحول والامتناع عن التدخين وتأمين بيئة المنزل عبر إزالة العوائق لتجنب التعثر.

في الحالات النادرة والمستعصية التي لا تستجيب للخيارات العلاجية التقليدية قد يلجأ الأطباء إلى حلول أكثر تقدما. من بين هذه الحلول حقن مادة الجنتاميسين مباشرة في الأذن الداخلية لتعطيل وظيفة التوازن في الجانب المصاب مما يتيح للأذن السليمة السيطرة الكاملة على التوازن. وفي حالات قصوى جدا قد يصبح التدخل الجراحي خيارا أخيرا حيث يتم استئصال أجزاء من الأذن الداخلية المسؤولة عن الخلل.