
يتمتع اليانسون بتاريخ عريق كأحد أقدم الأعشاب الطبية التي عرفتها البشرية حيث استخدمته حضارات قديمة كالمصرية واليونانية والرومانية لخصائصه المهدئة وقدرته على تعزيز الصحة العامة وبفضل تطور العلم الحديث تم إثبات فوائده المتعددة التي تجعله مكونا أساسيا في الطب البديل.
لليانسون شهرة واسعة في الطب الشعبي كعنصر فعال لصحة المرأة حيث يُعتقد أن له تأثيرا يشبه هرمون الإستروجين مما يجعله مساعدا في تنظيم الدورة الشهرية وتخفيف آلامها كما أنه يسهم في التخفيف من الأعراض المزعجة المصاحبة لمرحلة انقطاع الطمس مثل الهبات الساخنة والتقلبات المزاجية وينصح به أيضا للأمهات المرضعات لقدرته على زيادة إدرار الحليب بفضل مركب الأنيثول الذي يحفز الهرمونات المسؤولة عن ذلك.
يبرز اليانسون كحل طبيعي فعال لمشاكل الجهاز الهضمي إذ يعمل على تهدئة المعدة وتقليل التقلصات والانتفاخات الناتجة عن الغازات ويستخدم تقليديا لعلاج عسر الهضم وحرقة المعدة والإمساك الخفيف وتعود هذه الفائدة لاحتوائه على زيوت طيارة أهمها الأنيثول الذي يحفز إفراز الإنزيمات الهاضمة وينشط حركة الأمعاء بلطف.
يعتبر مشروب اليانسون الدافئ من أفضل العلاجات الطبيعية المستخدمة في حالات نزلات البرد والسعال فهو يساعد على تليين المخاط وتسهيل طرده مما يخفف من احتقان الصدر والحنجرة كما أن استنشاق بخاره يساهم في تهدئة التهابات الشعب الهوائية وتخفيف أعراض الربو بفضل خصائصه المضادة للالتهابات والمهدئة للأغشية المخاطية.
من أبرز فوائد اليانسون دوره كمهدئ طبيعي للأعصاب فهو يساعد على تقليل التوتر والقلق ويمنح الجسم حالة من الاسترخاء العميق لذلك ينصح بتناوله قبل النوم لمعالجة الأرق والحصول على نوم متواصل وقد أظهرت الأبحاث أن مركباته الطبيعية تهدئ الجهاز العصبي المركزي.
يحتوي اليانسون على مركبات مضادة للبكتيريا والفيروسات والفطريات مما يجعله عاملا وقائيا ضد العديد من الالتهابات وقد أثبتت الدراسات أن زيته العطري قادر على إيقاف نمو أنواع معينة من البكتيريا المسببة للأمراض كما أن مضادات الأكسدة في بذوره تدعم جهاز المناعة في مواجهة الجذور الحرة.
يمتد تأثير اليانسون الإيجابي ليشمل صحة القلب والأوعية الدموية فهو يساعد على تحفيز الدورة الدموية بفضل غناه بالحديد الذي يدخل في تكوين خلايا الدم الحمراء ويقي من فقر الدم كما أن تأثيره المهدئ يساهم في خفض ضغط الدم المرتفع مما يقلل من مخاطر أمراض القلب.
لا تقتصر فوائد اليانسون على الصحة الداخلية بل تشمل الجمال أيضا فزيته العطري يغذي البشرة ويمنحها إشراقة طبيعية ويساعد في محاربة حب الشباب بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا أما للشعر فهو يقوي الجذور ويمنع تساقطه ويستخدم أحيانا للتخلص من القمل.
يعد اليانسون عشبا آمنا نسبيا للأطفال عند استخدامه باعتدال حيث يستعمل لتهدئة المغص وتخفيف الغازات عند الرضع كما يساعد على تحسين نومهم وتقليل عصبيتهم ومع ذلك يفضل استشارة الطبيب قبل تقديمه للأطفال الصغار جدا لتجنب أي ردود فعل تحسسية.
بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا يلعب اليانسون دورا في تحسين صحة الفم والأسنان فهو يقلل من نمو البكتيريا المسببة لرائحة الفم الكريهة والتهابات اللثة ولهذا السبب يدخل مستخلصه في صناعة بعض معاجين الأسنان والمضمضات العشبية.
إلى جانب فوائده الطبية والصحية يتمتع اليانسون بمذاق عطري مميز يجمع بين الحلاوة والدفء مما يجعله مكونا شائعا في المطابخ حول العالم حيث يستخدم في تحضير الخبز والحلويات والمشروبات الساخنة وبعض الأطباق المالحة.
رغم فوائده المتعددة يجب تناول اليانسون باعتدال لأن الاستهلاك المفرط قد يسبب بعض الآثار الجانبية كالغثيان أو الحساسية الجلدية لدى بعض الأشخاص ويجب على النساء الحوامل استشارة الطبيب قبل تناوله بكميات كبيرة لأنه قد يؤثر على التوازن الهرموني كما قد يتداخل مع بعض الأدوية كمميعات الدم والعلاجات الهرمونية.