الفول السوداني سلاح ذو حدين لصحة قلبك ودماغك فاحذر هذا الخطأ الشائع

الفول السوداني سلاح ذو حدين لصحة قلبك ودماغك فاحذر هذا الخطأ الشائع
الفول السوداني سلاح ذو حدين لصحة قلبك ودماغك فاحذر هذا الخطأ الشائع

يحتل الفول السوداني مكانة بارزة عالميا كأحد أكثر أنواع المكسرات شعبية واستهلاكا فهو لا يتميز فقط بنكهته المحبوبة وطرق تقديمه المتعددة بل بكونه كنزا غذائيا يقدم فوائد صحية جمة تجعله عنصرا أساسيا في أي نظام غذائي متوازن ومع أنه يصنف نباتيا ضمن البقوليات إلا أن استخدامه الشائع يضعه في خانة المكسرات.

وتؤكد أخصائية التغذية العلاجية الدكتورة مروة كمال أن الفول السوداني يتجاوز كونه مجرد وجبة خفيفة للتسلية ليرتقي إلى مستوى الغذاء المتكامل فهو يزخر بالبروتينات والدهون الصحية والفيتامينات والمعادن الحيوية التي يحتاجها الجسم وتشير إلى أن إضافته باعتدال إلى الروتين الغذائي اليومي يمد الجسم بالطاقة ويعزز حماية القلب والدماغ ويساهم في تحسين الصحة العامة بشكل ملحوظ.

ومن أبرز فوائده دوره في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية حيث يحتوي على نسبة مرتفعة من الدهون غير المشبعة وتحديدا الأحماض الدهنية الأحادية مثل حمض الأوليك الذي يلعب دورا محوريا في خفض مستويات الكوليسترول الضار ورفع نظيره النافع وهذا التوازن الصحي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين كما أنه مصدر غني بالبوتاسيوم والمغنيسيوم وهما معدنان أساسيان لضبط ضغط الدم والحفاظ على صحة الأوعية الدموية.

ويعد الفول السوداني مصدرا ممتازا للطاقة نظرا لمحتواه العالي من السعرات الحرارية والدهون الصحية والبروتينات والكربوهيدرات المعقدة مما يجعله خيارا مثاليا للرياضيين سواء قبل التمارين أو بعدها لتعويض الطاقة المستهلكة وضمان استمرارية النشاط البدني بكفاءة عالية.

على صعيد صحة الدماغ يبرز الفول السوداني بفضل غناه بالنياسين أو فيتامين B3 والفولات ومضادات الأكسدة القوية مثل مركب الريسفيراترول وتعمل هذه العناصر مجتمعة على دعم الوظائف الدماغية وحماية الخلايا العصبية من التلف وقد ربطت دراسات بين استهلاكه المنتظم وتقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر كما أن أحماضه الدهنية الصحية تساهم في تحسين القدرة على التركيز وتقوية الذاكرة.

ورغم غناه بالسعرات الحرارية تشير الأبحاث إلى أن تناول الفول السوداني بكميات معتدلة يمكن أن يساعد في إدارة الوزن ويعود السبب في ذلك إلى محتواه العالي من البروتين والألياف الغذائية اللذين يعززان الشعور بالامتلاء والشبع لفترات طويلة مما يقلل من الرغبة في تناول كميات إضافية من الطعام كما أن الدهون غير المشبعة فيه قد تساهم في تحفيز عمليات الأيض بالجسم.

ويعتبر الفول السوداني مصدرا نباتيا استثنائيا للبروتين إذ تساعد نسبته العالية الجسم في بناء الكتلة العضلية وإصلاح الأنسجة التالفة وهذا يجعله بديلا ممتازا للبروتين الحيواني خاصة للأشخاص النباتيين ومن يبحثون عن تنويع مصادرهم الغذائية.

كما يدعم الفول السوداني صحة الجهاز الهضمي بفضل الألياف الغذائية التي يحتويها والتي تحسن من انتظام حركة الأمعاء وتساعد في الوقاية من الإمساك وتساهم هذه الألياف أيضا في الحفاظ على توازن صحي للبكتيريا النافعة في القولون.

ويوفر الفول السوداني مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم فهو غني بالمغنيسيوم المهم لصحة العظام وتنظيم سكر الدم والزنك الذي يعزز المناعة ويسرع التئام الجروح والحديد الذي يقي من فقر الدم بالإضافة إلى فيتامين E وهو مضاد أكسدة قوي يحمي الخلايا من الأضرار.

وتساعد مضادات الأكسدة الموجودة في الفول السوداني وعلى رأسها الريسفيراترول في مكافحة الجذور الحرة الضارة بالخلايا مما قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان خاصة سرطان القولون.

ولصحّة الجلد والشعر نصيب من فوائده ففيتامين E والأحماض الدهنية الصحية تمنح البشرة النضارة وتحميها من الجفاف بينما يعمل البروتين والزنك على تقوية بصيلات الشعر والحد من مشكلة التساقط.

يحتوي الفول السوداني كذلك على حمض أميني يسمى التربتوفان والذي يستخدمه الجسم لإنتاج هرمون السيروتونين المعروف بهرمون السعادة وبالتالي فإن تناوله قد يساهم في تحسين الحالة المزاجية وتخفيف الشعور بالتوتر والقلق.

يمكن الاستمتاع بفوائد الفول السوداني بطرق متنوعة مثل تناوله محمصا كوجبة خفيفة أو إضافته إلى أطباق السلطة والحلويات أو استخدام زبدة الفول السوداني الصحية في وجبات الإفطار أو إضافته إلى العصائر ومخفوقات البروتين لزيادة قيمتها الغذائية.

لكن يجب الانتباه لبعض المحاذير فالأشخاص الذين يعانون من حساسية الفول السوداني يجب عليهم تجنبه تماما لأن ردود الفعل التحسسية قد تكون خطيرة كما أن الإفراط في استهلاكه قد يؤدي إلى زيادة الوزن بسبب سعراته الحرارية المرتفعة ويفضل دائما اختيار الأنواع غير المملحة لتجنب التأثير السلبي على ضغط الدم.