
مع انطلاق منافسات دوري روشن السعودي يواجه نادي النصر تحديا يتجاوز مجرد نتائجه في الملعب إذ يتبنى النادي فلسفة فريدة تعتمد على الجمع بين خبرة مدرب في السبعين من عمره وقائد تجاوز الأربعين مما يضع استراتيجيته المستقبلية تحت مجهر التقييم والنقاش الجماهيري والإعلامي.
تقدم التجارب في كرة القدم العالمية دروسا واضحة يمكن الاستفادة منها في هذا السياق فنادي باريس سان جيرمان على سبيل المثال راهن في السابق على جمع كوكبة من ألمع النجوم مثل نيمار ومبابي وميسي في فريق واحد ورغم الضجيج الإعلامي الهائل الذي أحدثه هذا الثلاثي فإن المشروع لم يحقق النجاح المنشود على المستوى الأوروبي لأن الأسماء الكبيرة وحدها لا تضمن بناء فريق متكامل ومنسجم. وقد أدركت الإدارة الباريسية ذلك لاحقا وغيرت من سياستها بالتركيز على بناء فريق شاب ومتوازن وهو ما قادها لتحقيق نجاحات لافتة.
وعلى النقيض تماما يبدو أن النصر يسير في اتجاه معاكس للتوجهات الحديثة في عالم كرة القدم حيث يتمسك بفكرة الاعتماد على هيبة الأسماء الكبيرة والخبرات المتقدمة في السن متمثلة في المدرب جورجي جيسوس والنجم كريستيانو رونالدو. هذه الاستراتيجية قد تمنح الفريق بريقا إعلاميا مؤقتا وحضورا قويا لكنها تثير تساؤلات جدية حول مدى استدامتها وقدرتها على المنافسة طويلة الأمد.
إن الرهان على عاملي الخبرة والعمر المتقدم قد يكون مغامرة محفوفة بالمخاطر في رياضة تعتمد بشكل متزايد على السرعة والقوة البدنية واللياقة العالية. فبينما يكتسب النادي وهجا إعلاميا واسعا فإنه في المقابل يخاطر بخسارة عناصر حيوية مثل اللياقة البدنية العالية والسرعة الفائقة التي باتت تحسم أعقد المباريات في كرة القدم الحديثة.
وفي الوقت الذي تتجه فيه أندية العالم الكبرى نحو الاستثمار في الشباب والتخطيط للمستقبل يظهر التباين واضحا في الساحة المحلية حيث يبدو الهلال وكأنه يرسم ملامح مشروعه المستقبلي بينما يركز النصر على استحضار أمجاد الماضي من خلال أسماء لامعة وهو ما يطرح سؤالا مهما حول ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستجلب الألقاب أم ستكون مجرد مغامرة بالزمن.