الهربس عند الأطفال: علامات تحذيرية لا تتجاهلها وأسباب خفية وراء انتشاره

الهربس عند الأطفال: علامات تحذيرية لا تتجاهلها وأسباب خفية وراء انتشاره
الهربس عند الأطفال: علامات تحذيرية لا تتجاهلها وأسباب خفية وراء انتشاره

يعد الهربس الفموي أحد الأمراض الفيروسية الشائعة التي تصيب الأطفال ويسبب لهم إزعاجا كبيرا نتيجة ظهور تقرحات مؤلمة حول الفم وداخله مما يجعل عملية تناول الطعام والشراب صعبة ومؤلمة ويؤدي إلى بكاء الطفل المستمر ورفضه للأكل.

تتجلى أعراض الإصابة بفيروس الهربس لدى الأطفال في صورة بثور صغيرة مملوءة بالماء تظهر حول منطقة الفم أو على الشفاه واللثة وقد يصاحبها تورم واحمرار في المنطقة المصابة كما يعاني الطفل من ارتفاع في درجة الحرارة وأعراض عامة تشبه الإنفلونزا ويلاحظ انتفاخ الغدد اللمفاوية الموجودة تحت الفك وفي بعض الحالات النادرة قد يمتد الطفح الجلدي ليظهر على الأصابع أو حول العينين.

تتعدد طرق انتقال عدوى الهربس إلى الأطفال وأبرزها هو الاتصال المباشر حيث تنتقل العدوى عند ملامسة تقرحات شخص مصاب أو لعابه ويعد التقبيل من أشهر وسائل انتقال الفيروس خاصة إذا كان الشخص الذي يقبل الطفل لديه قرحة نشطة كما يمكن أن تحدث العدوى بشكل غير مباشر من خلال مشاركة أدوات الطعام والأكواب والمناشف أو حتى الألعاب التي يضعها الأطفال في أفواههم.

يمكن أن ينتقل الفيروس أيضا من الأم إلى جنينها أثناء عملية الولادة خصوصا إذا كانت الأم تعاني من الهربس التناسلي النشط ويظل الفيروس بعد الإصابة الأولى كامنا في الجسم وقد ينشط مجددا في فترات لاحقة عند تعرض الطفل للإجهاد أو عند ضعف جهازه المناعي.

يوجد نوعان رئيسيان من فيروس الهربس البسيط النوع الأول هو المسؤول غالبا عن الهربس الفموي والتقرحات حول الشفاه وهو الأكثر شيوعا بين الأطفال أما النوع الثاني فيرتبط عادة بالهربس التناسلي ويعتبر نادر الحدوث في مرحلة الطفولة.

ينطوي مرض الهربس على بعض المخاطر التي يجب الانتباه إليها مثل خطر الإصابة بالجفاف نتيجة رفض الطفل شرب السوائل بسبب الألم الشديد في فمه كما يمكن أن تنتشر العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم فإذا وصل الفيروس إلى العين قد يسبب مضاعفات خطيرة مثل تقرحات القرنية وبالنسبة للأطفال حديثي الولادة أو الذين يعانون من ضعف المناعة فإن انتشار الفيروس إلى الدماغ قد يؤدي إلى التهابات شديدة كالتهاب السحايا.

تعتمد طرق العلاج التي يقررها الطبيب على شدة الحالة وتشمل الأدوية المضادة للفيروسات التي تساهم في تقليل مدة الأعراض وحدتها بالإضافة إلى مسكنات الألم وخافضات الحرارة لتخفيف الحمى والانزعاج العام ويمكن استخدام مراهم أو جل موضعي لتخدير الألم حول الفم وتسهيل عملية الأكل والشرب ومن الضروري تشجيع الطفل على شرب السوائل الباردة وتناول الأطعمة اللينة لتجنب تهيج التقرحات.

للوقاية من إصابة الأطفال بالهربس ينصح الخبراء باتباع عدة إرشادات وقائية أهمها تجنب تقبيل الطفل من قبل أي شخص لديه قرحة نشطة ومنع مشاركة الأدوات الشخصية كالأكواب والملاعق والمناشف ومن المهم أيضا تعزيز مناعة الطفل من خلال التغذية السليمة والحصول على قسط كاف من النوم وتعليم الطفل عدم لمس التقرحات لتفادي انتشارها إلى مناطق أخرى.