شهدت أسواق المعدن الأصفر حالة من الاستقرار النسبي يوم الخميس الموافق 28 أغسطس 2025 حيث حافظت أسعار الذهب على مستوياتها بعد أن وصلت في تعاملات الأمس إلى أعلى قمة لها منذ حوالي أسبوعين مسجلة سعر 3393 دولارا للأونصة على الصعيد العالمي.
تعود حالة الهدوء الحالية في أسعار الذهب العالمية إلى قيام عدد من المستثمرين بعمليات بيع بهدف جني الأرباح التي تحققت بعد موجة الصعود الأخيرة كما تزامن ذلك مع تعافي الدولار الأمريكي الذي استعاد بعضا من خسائره وارتفع بنسبة تقارب 0.3% أمام سلة العملات الرئيسية وهو ما يزيد من تكلفة حيازة الذهب على المشترين الذين يستخدمون عملات أخرى.
وكانت أسعار الذهب قد شهدت قفزة كبيرة في مستهل التعاملات الأسبوعية تأثرا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ بإقالة محافظة الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك من منصبها بشكل فوري على خلفية اتهامات تتعلق بالاحتيال في قطاع الرهن العقاري وأدى هذا القرار إلى تراجع الدولار بشكل مباشر مما أفاد أسعار المعادن النفيسة التي تربطها بالعملة الأمريكية علاقة عكسية وزاد من إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن وسط تصاعد الشكوك حول استقلالية قرارات البنك المركزي الأمريكي.
وتصاعد الجدل السياسي والاقتصادي بعد أن ردت محافظة الفيدرالي ليزا كوك مؤكدة أن الرئيس ترامب لا يمتلك الصلاحيات القانونية التي تخوله إقالتها وأنها لن تقدم استقالتها من منصبها وقد أثارت هذه المواجهة مخاوف واسعة النطاق بشأن إمكانية التدخل السياسي في سياسات البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي حافظ تاريخيا على استقلاليته عن الإدارة الحكومية ويذكر أن ترامب كان قد هدد سابقا بإقالة رئيس البنك جيروم باول بسبب انتقاداته المتكررة لسياساته النقدية ورفضه خفض أسعار الفائدة بالقدر الذي يطمح إليه.
وتتحول أنظار الأسواق والمستثمرين الآن نحو بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي المقرر صدورها يوم الجمعة حيث يعد هذا المؤشر مقياس التضخم المفضل لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي وستوفر بياناته مؤشرات إضافية حول المسار المستقبلي لأسعار الفائدة خاصة بعد التصريحات الحذرة التي أدلى بها باول في ندوة جاكسون هول الأسبوع الماضي.
وفي سياق متصل تزايدت توقعات الأسواق بشأن السياسة النقدية المقبلة حيث يضع المتداولون الآن احتمالية تصل إلى 87% لقيام البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال اجتماعه المقرر في 17 سبتمبر وكانت هذه التوقعات قد تراجعت إلى 75% خلال الأسبوع الماضي قبل أن تعود للارتفاع مجددا عقب تصريحات رئيس الفيدرالي التي عززت من فرص الخفض القادم.
على صعيد تدفقات الاستثمار كشفت بيانات مجلس الذهب العالمي عن تسجيل أول انخفاض في التدفقات النقدية المتجهة إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب خلال الأسبوع المنتهي في 22 أغسطس وذلك بعد أسبوعين متتاليين من التدفقات الإيجابية وبلغ صافي التدفقات الخارجة من هذه الصناديق 5.2 طن من الذهب وجاء هذا التراجع مدفوعا بشكل أساسي بالصناديق الموجودة في أمريكا الشمالية التي شهدت وحدها انخفاضا بمقدار 9.9 طن.
وفي السوق المحلية استقرت أسعار الذهب عند المستويات التالية:
سجل سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5263 جنيها
وبلغ سعر جرام الذهب عيار 21 قيمة 4605 جنيهات
ووصل سعر جرام الذهب عيار 18 إلى 3974 جنيها
وسجل سعر الجنيه الذهب 36840 جنيها
