اضطراب فرط الحركة: نصائح ذهبية للتعامل مع طفلك.. إياك أن تتجاهل الثالثة

اضطراب فرط الحركة: نصائح ذهبية للتعامل مع طفلك.. إياك أن تتجاهل الثالثة
اضطراب فرط الحركة: نصائح ذهبية للتعامل مع طفلك.. إياك أن تتجاهل الثالثة

يؤكد خبراء علم النفس أن التعامل الصحيح مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يبدأ بفهم عميق لطبيعته كونه لا يقتصر على مجرد النشاط الزائد بل يمثل اضطرابا عصبيا يؤثر في قدرة الطفل على ضبط النفس ويفرض تحديات يومية تتطلب من الآباء تبني استراتيجيات تربوية مختلفة لتسهيل الحياة اليومية على الطفل وعلى أنفسهم.

يشرح عالم النفس الأمريكي راسل باركلي أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو في جوهره اضطراب عصبي يتعلق بالتحكم الذاتي وليس مجرد حركة مفرطة أو قلة تركيز عابرة. وبصفته الرئيس السابق لقسم علم نفس الطفل السريري في الجمعية الأمريكية لعلم النفس يشدد على أن هذا الاضطراب يؤثر في جوانب متعددة من حياة الطفل مما يستدعي من الوالدين تقبل طفلهم كما هو وتقديم الدعم المخصص لاحتياجاته الفردية.

يواجه الأطفال المصابون بهذا الاضطراب غالبا صعوبات كبيرة في ما يعرف بالوظائف التنفيذية وهي المهارات العقلية المسؤولة عن التخطيط والإحساس بالوقت والذاكرة العاملة. هذا النقص يجعل من الصعب على الطفل الالتزام بالمواعيد النهائية أو إدراك الحدود الزمنية أو حتى التفكير المسبق في العواقب. ولمواجهة هذا التحدي يمكن للوالدين جعل مفهوم الوقت أمرا ملموسا عبر استخدام المؤقتات البصرية أو الساعات الرملية وقوائم المراجعة الواضحة.

إضافة إلى ذلك يعد تقسيم المهام الكبيرة إلى وحدات أصغر وأكثر قابلية للإدارة أسلوبا فعالا للغاية حيث يخفف ذلك من شعور الطفل بالإرهاق ويساعده على البدء والإنجاز. كما أن تطبيق خطط سلوكية بسيطة مثل قاعدة إذا فإن تساعد الطفل على تذكر استراتيجيات العمل المطلوبة في مواقف معينة مما يسهل عليه اتباع الروتين اليومي.

من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الآباء محاولة تدريب الطفل لتغيير سلوكه الأساسي وهو أمر غير مجد. البديل الأفضل هو تعديل توقعاتهم لتصبح أكثر واقعية وتتوافق مع قدرات الطفل الحقيقية. ويكمن النجاح في تحديد نقاط القوة لدى الطفل وتشجيعها بشكل فعال.

على سبيل المثال يجب على الوالدين اكتشاف الأنشطة التي يستمتع بها الطفل حقا سواء كانت الموسيقى أو الرياضة أو الفنون وتقديم التقدير والاعتراف بجهوده. إن دعم الطفل بشكل نشط بتخصيص الوقت والموارد اللازمة له يمنحه الفرصة لتنمية مواهبه وبناء ثقته بنفسه في مجالات يتفوق فيها.

جزء أساسي من استراتيجية الدعم هو أن يتوقع الوالدان ارتكاب الطفل للأخطاء وأن يكونا مستعدين لمسامحته عليها دون إصدار أحكام أخلاقية. من المهم إدراك أن هذه الأخطاء هي ببساطة جزء من طبيعة الاضطراب وليست دليلا على سوء نية. وبدلا من اللوم يجب التعامل مع الأخطاء بتعاطف وتفهم.

الهدف ليس تجنب الأخطاء تماما بل التعلم منها واستخدامها كفرصة لتقوية العلاقة بين الوالدين والطفل. يمكن تحقيق ذلك من خلال إظهار الرغبة المشتركة في تحسين الأمور في المرة القادمة أو عبر تخصيص وقت للطقوس العائلية المشتركة واستذكار اللحظات الإيجابية التي تعزز روابط العيش معا.