يحتل زيت الخروع مكانة بارزة في عالم العلاجات الطبيعية والجمالية حيث يعود استخدامه إلى آلاف السنين في حضارات قديمة مثل الحضارة الفرعونية والهندية. ويستخلص هذا الزيت النباتي ذو اللون الأصفر الباهت والقوام اللزج من بذور نبات الخروع ويكمن سر قوته في تركيبته الفريدة الغنية بالأحماض الدهنية وأبرزها حمض الريسينوليك الذي يمنحه معظم خصائصه العلاجية والتجميلية.
يشير خبراء التغذية العلاجية إلى أن زيت الخروع بمثابة صيدلية طبيعية متكاملة لما يقدمه من حلول لمشكلات صحية وجمالية متعددة. فإدماجه في الروتين اليومي للعناية يمكن أن يعزز الصحة والجمال بشكل ملحوظ. وتتنوع فوائده لتشمل تقوية المناعة وتخفيف الآلام وتحسين وظائف الجهاز الهضمي إلى جانب دوره الأساسي في العناية بالشعر والبشرة.
في مجال العناية بالشعر يشتهر زيت الخروع بقدرته الفائقة على تحفيز نمو بصيلات الشعر وتغذية فروة الرأس بفضل محتواه العالي من فيتامين E والأحماض الدهنية. وهذا يجعله علاجا فعالا لتقوية خصلات الشعر والحد من تساقطه كما تستخدمه الكثير من السيدات لتكثيف شعر الحواجب والرموش. وبسبب لزوجته العالية فإنه يشكل طبقة واقية تحبس الرطوبة داخل الشعر مما يجعله مثاليا لترطيب الشعر الجاف والمتقصف ومنحه ملمسا ناعما ومظهرا صحيا.
أما بالنسبة للبشرة فيقدم زيت الخروع حلولا طبيعية لمشكلات عديدة. فخصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات تجعله مناسبا للمساعدة في علاج حب الشباب وبعض الالتهابات الجلدية. كما يعد مرطبا قويا قادرا على تنعيم المناطق الخشنة والجافة في الجسم مثل الكعبين والمرفقين. وبفضل احتوائه على مضادات الأكسدة فإنه يساعد على مقاومة الجذور الحرة التي تسبب ظهور علامات الشيخوخة المبكرة مثل التجاعيد والخطوط الدقيقة مما يمنح البشرة مظهرا أكثر شبابا وحيوية عند استخدامه بانتظام.
على الصعيد الصحي يعتبر زيت الخروع ملينا طبيعيا شهيرا حيث يعمل على تحفيز حركة الأمعاء وتسهيل عملية الإخراج مما يجعله خيارا لتخفيف حالات الإمساك لكن يجب استخدامه بجرعات محددة وبعد استشارة طبية. وتشير بعض الدراسات إلى دوره المحتمل في دعم جهاز المناعة عبر تحفيز إنتاج خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن مكافحة العدوى والالتهابات.
يستخدم زيت الخروع أيضا لتخفيف الآلام والالتهابات موضعيا. فعند تدليكه على العضلات المتعبة أو المفاصل المؤلمة تساعد أحماضه الدهنية المضادة للالتهاب في تهدئة الأعراض وتوفير شعور بالراحة والدفء وهو ما يجعله مفيدا في حالات الروماتيزم والتهاب المفاصل. كما أن تطبيق كمادات زيت الخروع الدافئة على مناطق معينة من الجسم يمكن أن ينشط الدورة الدموية ويعزز وصول الأكسجين والمغذيات إلى الأنسجة.
يمتد تأثيره الجمالي ليشمل الأظافر والشفاه فهو يعمل على تقوية الأظافر الهشة ومنع تكسرها ويرطب الجلد المحيط بها. ويمكن استخدامه كبلسم طبيعي لعلاج تشققات الشفاه ومنحها ترطيبا عميقا خاصة في الطقس الجاف.
للاستفادة من هذه المزايا يمكن تدليك فروة الرأس بكمية قليلة من الزيت الدافئ وتركه لمدة تتراوح بين ساعة وثلاث ساعات قبل غسله. وللبشرة يطبق مباشرة أو يخلط مع كريمات الترطيب اليومية. وللأظافر توضع قطرة صغيرة عليها قبل النوم.
ورغم فوائده الكثيرة يجب توخي الحذر عند استخدام زيت الخروع. فتناوله بكميات كبيرة قد يسبب الإسهال الشديد وتقلصات البطن. وقد يؤدي تطبيقه الموضعي إلى تهيج البشرة لدى بعض الأفراد ذوي البشرة الحساسة لذا من الضروري إجراء اختبار حساسية على جزء صغير من الجلد قبل استخدامه بشكل كامل والامتناع عن تناوله عبر الفم دون إشراف طبي.
