تمثل البقع الداكنة والتصبغات الجلدية واحدة من أبرز المشكلات الجمالية التي تواجه الكثيرين وتؤثر سلبا على نقاء البشرة ومظهرها الموحد مما يستدعي البحث عن حلول فعالة. وتنشأ هذه المشكلة نتيجة تراكم صبغة الميلانين في مناطق معينة من الجلد لأسباب متعددة منها التغيرات الهرمونية أو التقدم في العمر والتعرض الزائد لأشعة الشمس الضارة أو كآثار لاحقة لحب الشباب وبعض الأمراض الجلدية.
ولتجنب ظهور هذه البقع مجددا أو تفاقمها ينصح خبراء التجميل باتباع نهج وقائي صارم. يبدأ هذا النهج بتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خاصة في أوقات الذروة مع ضرورة ارتداء القبعات والنظارات الشمسية لتوفير حماية إضافية. كما يلعب النظام الغذائي الصحي الغني بالفيتامينات والمعادن مثل فيتامين سي وفيتامين إي والزنك دورا حيويا في دعم صحة الجلد بالإضافة إلى أهمية شرب كميات وافرة من الماء للحفاظ على ترطيب البشرة من الداخل ومنع العبث بالحبوب أو عصرها لأن ذلك يترك غالبا بقعا داكنة بعد الشفاء.
وبالنسبة للروتين اليومي للعناية بالبشرة المصابة بالتصبغات فإن بعض الخطوات البسيطة يمكن أن تحدث فرقا كبيرا. يعد استخدام واقي الشمس بشكل يومي حجر الزاوية في أي علاج حيث إن الأشعة فوق البنفسجية تزيد من حدة البقع وتعيق أي محاولة لتفتيحها لذا يجب اختيار منتج بعامل حماية لا يقل عن 30. يأتي بعد ذلك التنظيف اللطيف للبشرة مرتين يوميا باستخدام غسول مناسب لإزالة الشوائب والخلايا الميتة التي تساهم في مظهر البشرة الداكن. ولا يقل الترطيب المنتظم أهمية ويفضل استخدام كريمات غنية بمضادات الأكسدة التي تساعد على تجديد خلايا البشرة وتحفيز عملية تفتيحها الطبيعية.
وللراغبين في حلول طبيعية وآمنة توجد عدة وصفات أثبتت فعاليتها مع الاستمرارية. يمكن استخدام عصير الليمون المخفف بالماء كمفتح طبيعي لاحتوائه على فيتامين سي مع ضرورة توخي الحذر وتجنب التعرض للشمس بعد وضعه. ويشتهر جل الصبار أو الألوفيرا بقدرته على تهدئة الجلد وتفتيح التصبغات تدريجيا بفضل خصائصه المجددة للخلايا. كما يحتوي الكركم على مادة الكركمين التي تساهم في تقليل إنتاج الميلانين المسؤول عن تكون البقع ويمكن إعداد قناع فعال من العسل والزبادي الغني بالإنزيمات الطبيعية التي تعمل على تفتيح وتغذية البشرة بعمق.
أما في الحالات التي تكون فيها البقع عميقة أو قديمة فإن الحلول الطبية المتقدمة تصبح ضرورية. يمكن اللجوء تحت إشراف طبي إلى الكريمات المخصصة لتفتيح البشرة والتي تحتوي على مكونات فعالة. وهناك أيضا خيار التقشير الكيميائي الذي يستخدم أحماضا مثل الجليكوليك أو الساليسيليك لإزالة الطبقة السطحية الداكنة من الجلد وتحفيز نمو خلايا جديدة وأكثر نضارة. ويعتبر العلاج بالليزر من أحدث التقنيات وأكثرها فعالية حيث يستهدف أشعة الليزر الخلايا الصبغية بدقة ويعمل على تفتيتها للتخلص من التصبغات العميقة بشكل نهائي.
