تعتبر الحجامة الجافة التي تعرف أيضا بالحجامة النشفة أحد الأساليب العلاجية التي تحظى بتفضيل واسع بين الأفراد والمختصين على حد سواء. ويقوم مبدأها الأساسي على استخدام كؤوس خاصة سواء كانت زجاجية أم بلاستيكية لشفط الجلد لفترة محددة من الزمن دون الحاجة إلى تشريط الجلد وإخراج الدم مما يجعلها خيارا غير جراحي.
يؤكد الدكتور إدريس بوبراهمي أخصائي العلاج الطبيعي أن التأثير المباشر للحجامة النشفة يظهر في تخفيف الشد العضلي والآلام. وتستخدم هذه التقنية بشكل فعال في حالات التشنجات العضلية وآلام مناطق مثل الظهر والرقبة حيث يعمل الضغط السلبي الناتج عن الشفط على إرخاء التوتر في العضلات والأنسجة الضامة المحيطة بها.
ويترافق هذا مع تنشيط ملحوظ للدورة الدموية في المنطقة المعالجة فالشفط يحفز تدفق الدم إليها مما يعزز وصول الأكسجين والمغذيات الضرورية للأنسجة ويسرع من عملية التعافي. ومن أبرز الآثار التي تظهر على الجسم بعد الجلسة هي الكدمات الدائرية ذات اللون الأحمر أو الأرجواني التي تتكون في أماكن وضع الكؤوس وهذه العلامات ليست مؤشرا على وجود ضرر بل هي نتيجة طبيعية لتجمع الدم السطحي بفعل الشفط وعادة ما تختفي من تلقاء نفسها خلال فترة تتراوح بين ثلاثة وسبعة أيام دون أن تسبب أي خطورة.
لا يقتصر تأثير الحجامة الجافة على العضلات والدورة الدموية فقط بل يمتد ليشمل أجهزة حيوية أخرى. إذ يعتقد أنها تساهم في تحفيز الجهاز اللمفاوي وهو المسؤول عن مساعدة الجسم في التخلص من الفضلات والسموم. وعلى صعيد آخر يشعر كثير من الأشخاص باسترخاء عام وتحسن في حالتهم النفسية بعد الخضوع للجلسة ويعود ذلك إلى تأثيرها المهدئ على الجهاز العصبي.
قد يواجه بعض الأفراد ردود فعل مؤقتة بعد الجلسة مثل الشعور بدوخة خفيفة أو غثيان أو تعب بسيط وهي أعراض تعد طبيعية وتزول سريعا. ولضمان تحقيق أفضل النتائج وتجنب أي مضاعفات ينصح بالالتزام ببعض الإرشادات بعد الحجامة. وتشمل هذه النصائح الحصول على قسط من الراحة لساعات وتجنب المجهود البدني الشديد والإكثار من شرب الماء. كما يفضل عدم الاستحمام بالماء البارد مباشرة بعد الجلسة والحرص على تغطية المنطقة المعالجة لحمايتها من تيارات الهواء.
