قد تلحق العديد من العلاجات الدوائية أضراراً بالغة بالكبد سواء كانت على شكل أقراص تؤخذ عبر الفم أو حقن وريدية وعضلية وينشأ هذا الخطر نظراً لأن إيقاف هذه الأدوية أو تعديل جرعاتها لا يعد خياراً متاحاً في كثير من الأحيان لارتباطها الوثيق بالحالة الصحية للمريض وخطة علاجه الأساسية.
يواجه الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي سابق في الكبد أو يعانون من أمراض القلب وارتفاع مستويات الكوليسترول الخطر الأكبر لتضرر أكبادهم نتيجة تناول بعض الأدوية وتعتبر أدوية علاج السرطان والعوامل المضادة للعدوى والالتهابات والمضادات غير الستيرويدية من بين الفئات العلاجية الأكثر خطورة على صحة الكبد.
يمكن اتخاذ مجموعة من الإجراءات الوقائية لتقليل الآثار السلبية لهذه العلاجات إذ ينصح بالامتناع التام عن تناول المشروبات الكحولية والتركيز على المشروبات العشبية والتوابل التي أثبتت فعاليتها في حماية خلايا الكبد كما يجب على المرضى الذين يعانون من مشكلات كبدية ولو كانت بسيطة تقليل استهلاكهم للدهون والسكريات بشكل ملحوظ.
توجد قائمة طويلة من الأدوية الشائعة التي قد تكون سامة للكبد حتى عند استخدامها بالجرعات العادية فمضاد حيوي مثل الأموكسيسيلين يمكن أن يظهر تأثيره السام خلال فترة تتراوح بين عدة أيام وأسبوعين من بدء العلاج بينما يظهر أثر الإريثرومايسين بعد حوالي خمسة أيام وتشمل القائمة أيضاً السيبروفلوكساسين والكلاريثرومايسين اللذين قد يسببان ضرراً خلال أيام إلى ثلاثة أسابيع وكذلك الكوتريموكسازول الذي قد يمتد تأثيره السلبي لمدة تصل إلى شهرين.
ويعتبر الباراسيتامول من المسكنات التي يجب التعامل معها بحذر شديد إذ يبدأ تأثيره السام عند تجاوز جرعة أربعة غرامات في اليوم ويزداد الخطر عند تناوله على معدة فارغة أو بالتزامن مع إدمان الكحول المزمن ويمكن أن يظهر الضرر بعد ثلاثة أسابيع من الاستخدام المتواصل أو في مدة أقل عند تناول جرعات عالية جداً وبالمثل فإن بعض أنواع مضادات الالتهاب ومضادات الاكتئاب قد تكون ضارة للكبد خلال فترات متفاوتة تمتد من أيام إلى ستة أشهر.
من الضروري استشارة الطبيب فوراً عند ملاحظة أي علامات مقلقة قد تشير إلى وجود مشكلة في الكبد وتشمل هذه الأعراض الشعور بالغثيان وفقدان الشهية ونقصان الوزن غير المبرر والإحساس بالتعب الشديد بالإضافة إلى العلامة الأكثر وضوحاً وهي اصفرار بياض العينين أو الجلد.
فيما يخص الإجراءات الاحترازية يجب على المريض تجنب تناول أي دواء سبق أن سبب له مشكلة كبدية في الماضي ويستثنى من ذلك الباراسيتامول الذي يمكن تناوله بجرعات صغيرة مع الحرص الشديد على ألا تتجاوز الجرعة الإجمالية من كل المصادر الدوائية ثلاثة غرامات في اليوم الواحد.
