
شهدت أسعار الذهب العالمية خلال شهر أغسطس من عام 2025 قفزة ملحوظة بلغت نسبتها 4.8% وهي أعلى نسبة ارتفاع شهري يسجلها المعدن الأصفر منذ شهر أبريل من العام نفسه. وبهذا الصعود يقترب سعر الأونصة عالميا من المستوى التاريخي الذي تم تسجيله في أبريل عند 3500 دولار.
جاء هذا الأداء القوي مدعوما بمجموعة من العوامل الاقتصادية في الولايات المتحدة حيث أظهرت البيانات ارتفاعا قويا في إنفاق المستهلكين خلال شهر يوليو مصحوبا بزيادة في معدل التضخم الأساسي. وساهمت الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات في رفع أسعار بعض السلع مما انعكس على مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الذي سجل نموا بنسبة 0.2% على أساس شهري و2.6% على أساس سنوي وهي أرقام جاءت متوافقة تماما مع توقعات المحللين.
هذه البيانات الاقتصادية المتوازنة عززت من قناعة الأسواق بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يمضي في طريقه نحو خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في سبتمبر. ويرى المستثمرون أن قدرة الاقتصاد على تحقيق هذه المعدلات دون مفاجآت تمنح البنك المركزي مرونة أكبر لتيسير سياسته النقدية لدعم النمو.
وقد انعكست هذه القناعة بشكل مباشر على توقعات المتداولين الذين رفعوا احتمالية قيام الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر إلى ما يقارب 89% بعد أن كانت النسبة عند 85% فقط قبل صدور بيانات التضخم الأخيرة. وتتزايد التكهنات حاليا بأن البنك قد يقدم على خفض واحد أو ربما خفضين لأسعار الفائدة قبل نهاية العام.
ويعتبر خفض الفائدة عاملا إيجابيا للغاية لأسعار السلع بشكل عام والذهب والفضة بشكل خاص لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعادن الثمينة التي لا تدر عائدا لحائزيها مما يزيد من جاذبيتها الاستثمارية مقارنة بالسندات أو الودائع المصرفية.
إلى جانب ذلك وجد الذهب دعما إضافيا من ضعف أداء العملة الأمريكية حيث انخفض مؤشر الدولار الذي يقيس قوته مقابل سلة من ست عملات رئيسية بنسبة 2.2% خلال شهر أغسطس. ونظرا لأن الذهب سلعة تسعر بالدولار فإن انخفاض قيمة العملة الأمريكية يجعله أقل تكلفة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى مما يزيد الطلب عليه.
على صعيد آخر لا تزال التوترات السياسية المتعلقة بالبنك الفيدرالي تلقي بظلالها على الأسواق حيث من المقرر أن ينظر قاض فيدرالي يوم الجمعة في طلب لمنع الرئيس دونالد ترامب مؤقتا من إقالة محافظة الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك. وكانت عضوة البنك قد رفعت دعوى قضائية تزعم فيها أن الرئيس لا يملك سببا وجيها لإقالتها مما يضيف حالة من عدم اليقين تدعم الأصول الآمنة.
وقد أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصل الذي يوضح وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 26 أغسطس عودة قوية لشهية المخاطرة. حيث ارتفعت عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المستثمرين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بمقدار 490 عقدا مقارنة بالتقرير السابق بينما ارتفعت عقود البيع بمقدار سالب 1231 عقدا مما يعكس إغلاق مراكز بيع قائمة.
وفي السوق العالمي سجل سعر أونصة الذهب ارتفاعا أسبوعيا بنسبة 2.3% ليغلق تداولات الأسبوع عند مستوى 3447 دولارا بعد أن كان قد افتتح عند 3368 دولارا ولامس أعلى مستوى له منذ أكثر من أربعة أشهر عند 3453 دولارا للأونصة.
أما على الصعيد المحلي فقد جاءت أسعار الذهب كما يلي:
سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ 5354 جنيها
سعر جرام الذهب عيار 21 سجل 4685 جنيها
سعر جرام الذهب عيار 18 وصل إلى 4015 جنيها
بينما سجل سعر الجنيه الذهب 37480 جنيها.