
أكدت خبيرة التغذية العلاجية هدى مدحت أن الانضباط في تطبيق عادات صباحية محددة يمثل حجر الزاوية في تعزيز قدرة الجسم على حرق الدهون وتحفيز عملية الأيض حيث أن التأثير التراكمي لهذه الممارسات البسيطة يتجاوز بكثير ما قد يتوقعه البعض والأهم لتحقيق النتائج هو المواظبة والاستمرارية عليها.
يمكن لبعض الخطوات البسيطة عند الاستيقاظ أن تحدث فارقا كبيرا في عملية التمثيل الغذائي وتساعد على فقدان الوزن بفعالية أكبر حيث أن الجسم يمتلك قدرة طبيعية على حرق الدهون لكنها تتأثر بشكل مباشر بالروتين اليومي فالبدء السليم لليوم يمهد الطريق لعملية حرق مستمرة للسعرات الحرارية.
يأتي شرب كوب من الماء الفاتر على معدة فارغة في مقدمة الإجراءات الصباحية الفعالة فالماء ينشط الدورة الدموية ويهيئ الجهاز الهضمي لاستقبال الطعام كما أن إضافة قطرات من الليمون تعزز من فوائده وقد أظهرت الدراسات أن استهلاك نصف لتر من الماء في الصباح قد يرفع معدل الأيض بنسبة تصل إلى ثلاثين بالمئة لفترة تقارب الساعة.
يعد تناول وجبة إفطار متوازنة وغنية بالعناصر الغذائية الأساسية بمثابة الوقود الذي يشعل محرك حرق الدهون في الجسم وينصح بالتركيز على البروتينات مثل البيض أو الزبادي اليوناني والألياف الموجودة في الشوفان والفواكه إضافة إلى الدهون الصحية من المكسرات والأفوكادو فهذه التركيبة تمنح شعورا بالشبع وتثبت مستويات السكر في الدم.
النشاط البدني الخفيف في الصباح له دور محوري في رفع معدل حرق الدهون لساعات طويلة ولا يتطلب الأمر الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية فيكفي ممارسة المشي السريع لمدة ربع ساعة أو أداء بعض تمارين الإطالة واليوجا أو حتى الاعتماد على التمارين عالية الكثافة المتقطعة التي لا تتجاوز مدتها عشر دقائق.
التعرض لضوء الشمس في الصباح الباكر لا يقتصر على تزويد الجسم بفيتامين د بل يساهم أيضا في ضبط الساعة البيولوجية وتنظيم إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم مما يحسن الحالة المزاجية ويقلل من الرغبة الشديدة في تناول السكريات على مدار اليوم.
إن تجنب السكريات المكررة في بداية اليوم يعتبر خطوة ضرورية فبدء الصباح بقطعة حلوى أو مشروب محلى يؤدي إلى تقلبات حادة في مستوى السكر بالدم مما يسبب الشعور بالجوع والرغبة في استهلاك المزيد من الطعام والأفضل استبدال هذه الخيارات بفاكهة طازجة أو كمية قليلة من العسل الطبيعي.
يساعد شرب القهوة أو الشاي الأخضر باعتدال وبدون سكر على تنشيط الجهاز العصبي المركزي وزيادة معدل الحرق بشكل طبيعي حيث أظهرت الأبحاث أن الكافيين قد يرفع التمثيل الغذائي بنسبة تتراوح بين ثلاثة وأحد عشر بالمئة ولكن يجب الحذر من الإفراط لتفادي أي آثار جانبية.
تخصيص بضع دقائق للتنفس العميق أو التأمل في الصباح يقلل من مستويات التوتر فالضغط النفسي يزيد من إفراز هرمون الكورتيزول الذي يحفز الجسم على تخزين الدهون خصوصا في منطقة البطن لذا فإن تحقيق التوازن النفسي يدعم عملية حرق الدهون.
يعتبر التخطيط المسبق لليوم أداة غير مباشرة لكنها فعالة فتنظيم المهام وتحديد الوجبات يقلل من احتمالية اتخاذ قرارات غذائية عشوائية وغير صحية عند الشعور بالضغط أو الانشغال وهذا التنظيم الذهني ينعكس إيجابا على النظام الغذائي.
من المفيد أيضا تناول وجبة خفيفة صحية بعد ساعتين من وجبة الإفطار مثل حفنة من المكسرات أو ثمرة فاكهة فهذه الخطوة تمنع تباطؤ عملية الأيض التي تحدث عند الشعور بالجوع لفترات طويلة وتحافظ على مستوى طاقة ثابت.
يمكن كذلك الاستعانة ببعض المشروبات الطبيعية التي تحفز عملية الأيض مثل الماء المضاف إليه الزنجبيل والليمون أو مشروب القرفة بالعسل فهذه المشروبات لا تنشط الدورة الدموية فقط بل تساعد الجسم أيضا في التخلص من السموم المعيقة لعملية حرق الدهون.