
شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية استقراراً عند الإغلاق الأسبوعي حيث سجل عيار 21 وهو الأكثر تداولاً 4685 جنيهاً للجرام الواحد. يأتي هذا الاستقرار في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية موجة صعود قوية للمعدن النفيس حيث قفزت الأونصة عالمياً بنسبة 2.3% لتغلق تعاملاتها عند مستوى 3447 دولاراً بعد أن كانت قد افتتحت الأسبوع عند 3368 دولاراً.
وعلى صعيد الأسعار المحلية الأخرى بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 قيمة 5354 جنيهاً بينما وصل سعر جرام عيار 18 إلى 4015 جنيهاً. أما الجنيه الذهب فقد سجل سعراً قدره 37480 جنيهاً مع نهاية التعاملات.
تعود هذه الارتفاعات الملحوظة إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية العالمية التي عززت من جاذبية الذهب كملاذ آمن. فقد أدت بيانات اقتصادية أمريكية حديثة إلى تزايد التوقعات بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي في طريقه لخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في سبتمبر. وأظهرت البيانات ارتفاعاً قوياً في إنفاق المستهلكين الأمريكيين خلال شهر يوليو الماضي بالتزامن مع ارتفاع معدل التضخم الأساسي وهو ما جاء متوافقاً مع توقعات المحللين.
هذا التوافق في البيانات الاقتصادية مع التوقعات شجع الأسواق على الاعتقاد بأن الاقتصاد الأمريكي قادر على تحمل خفض في أسعار الفائدة دون مخاطر كبيرة. ونتيجة لذلك زاد المتداولون من رهاناتهم على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر حيث ارتفعت احتمالية هذا القرار إلى ما يقارب 89% مقارنة بنسبة 85% قبل صدور البيانات.
ويؤدي خفض أسعار الفائدة عادة إلى دعم أسعار السلع ومن بينها الذهب والفضة لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول التي لا تدر عائداً. وقد انعكس هذا التوجه بوضوح على أداء الذهب خلال شهر أغسطس بأكمله حيث حقق المعدن الأصفر مكاسب شهرية بنسبة 4.8% وهي الأعلى له منذ شهر أبريل ليقترب بذلك من مستواه التاريخي المسجل في أبريل الماضي عند 3500 دولار للأونصة.
وعلى صعيد آخر ساهم تراجع الدولار الأمريكي في دعم أسعار الذهب حيث انخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداءه مقابل سلة من ست عملات رئيسية بنسبة 2.2% خلال شهر أغسطس. ويعتبر هذا الانخفاض عاملاً إيجابياً للذهب المسعر بالدولار نظراً للعلاقة العكسية التي تربط بينهما.
في الوقت نفسه تستمر التوترات المتعلقة باستقلالية البنك الفيدرالي الأمريكي في التأثير على الأسواق حيث ينظر القضاء في دعاوى قضائية تتعلق بمحاولات التدخل في سياسات البنك وإقالة بعض أعضاء مجلس محافظيه وهو ما يضيف حالة من عدم اليقين السياسي.
وقد أظهر أحدث تقرير صادر عن لجنة تداول السلع الآجلة حول التزامات المتداولين للأسبوع المنتهي في 26 أغسطس عودة الطلب على المضاربة لشراء الذهب. وكشف التقرير عن ارتفاع في عقود الشراء الآجلة من قبل المستثمرين والمؤسسات المالية بينما انخفضت عقود البيع وهو ما يعكس الثقة المتزايدة في استمرار صعود أسعار المعدن الثمين.