كشفت دراسة علمية حديثة أن فئات معينة من الأفراد مثل المدخنين ومن يعانون من زيادة الوزن قد يحتاجون إلى كميات مضاعفة من فيتامين سي يوميا مقارنة بغيرهم للحفاظ على مستويات صحية في أجسامهم وهو ما قد يستدعي إعادة تقييم الإرشادات الغذائية المعتمدة حاليا لهذه الفئات.
ويبرز الباحثون الأهمية القصوى لفيتامين سي كعنصر غذائي أساسي لدعم وظائف الإنزيمات الحيوية والمساهمة في إنتاج الكولاجين والطاقة والهرمونات والنواقل العصبية بالإضافة إلى دوره في تنظيم عمليات الأيض. وأكدوا أن المصادر الطبيعية من الفواكه والخضروات تظل الخيار الأمثل للحصول عليه مع إمكانية استخدام المكملات الغذائية عند الضرورة.
واستندت النتائج التي نشرت في مجلة نيوترينتس العلمية إلى تحليل بيانات شاملة لنحو ثلاثة آلاف مشارك ضمن المسح الوطني الأمريكي للصحة والتغذية. وأظهر التحليل أيضا أن الرجال بشكل عام يتطلبون كمية من الفيتامين تزيد بنحو 20% عن النساء وعزا الباحثون هذا التفاوت إلى ارتفاع معدلات التدخين وزيادة الوزن في صفوف الرجال.
وأوضحت الباحثة المشاركة في الدراسة أنيترا كار أن دخان السجائر يتسبب في حالة من الإجهاد التأكسدي تستنزف مخزون الجسم من فيتامين سي بسرعة مشيرة إلى أن هذا التأثير يظهر حتى لدى من يدخنون أقل من عشر سجائر يوميا. وفي سياق متصل يؤدي الوزن الزائد إلى انخفاض مستويات الفيتامين عبر آلية مشابهة حيث يتوزع الفيتامين على حجم جسم أكبر فضلا عن أن السمنة ترتبط بحالات التهابية وإجهاد تأكسدي تسرع من استهلاكه.
ووفقا للدراسة فإن جرعة تقدر بمئة مليغرام يوميا تكفي لتلبية احتياجات الأشخاص غير المدخنين وذوي الوزن الطبيعي ويمكن الحصول عليها بتناول ثمرة كيوي ذهبية واحدة أو برتقالة ونصف. بينما ترتفع هذه الحاجة لتصل إلى مئتي مليغرام على الأقل يوميا بالنسبة للمدخنين وأصحاب الوزن الزائد.
وترى الباحثة كار أن هذه النتائج تدعو إلى ضرورة مراجعة التوصيات والإرشادات الغذائية الحالية لأنها قد لا تكون كافية لتلبية احتياجات الفئات الأكثر عرضة لخطر نقص هذا الفيتامين الحيوي.
