الإسهال ليس عرضاً بسيطاً دائماً.. علامات خطيرة تستدعي استشارة الطبيب فوراً

الإسهال ليس عرضاً بسيطاً دائماً.. علامات خطيرة تستدعي استشارة الطبيب فوراً
الإسهال ليس عرضاً بسيطاً دائماً.. علامات خطيرة تستدعي استشارة الطبيب فوراً

يشكل الإسهال حالة صحية شائعة تصيب مختلف الفئات العمرية لكنه قد يتحول إلى خطر حقيقي يهدد الحياة خاصة عندما يؤدي إلى فقدان الجسم للسوائل والأملاح المعدنية بشكل حاد. وتبرز خطورة هذه المشكلة بشكل خاص لدى فئات معينة تكون أكثر حساسية لمضاعفات الجفاف الشديد الذي قد ينجم عن هذه الحالة المرضية.

تتزايد خطورة الإسهال لدى فئات محددة بسبب حساسيتها الشديدة للجفاف وفقدان الإلكتروليتات الضرورية لعمل وظائف الجسم الحيوية. ويأتي على رأس هذه الفئات كبار السن والرضع والأطفال الصغار بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. بالنسبة لهؤلاء يجب التوجه إلى الطبيب فورا عند ظهور أعراض الإسهال لتفادي أي مضاعفات صحية خطيرة قد تحدث.

حتى بالنسبة للبالغين الأصحاء هناك علامات تحذيرية تستدعي طلب الرعاية الطبية الفورية. وتشمل هذه الأعراض ظهور مشاكل حادة في الدورة الدموية أو الشعور بتشنجات عضلية مؤلمة. كما يجب الانتباه إلى أعراض أخرى مثل النعاس الشديد أو التشوش الذهني وارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل كبير وظهور دم في البراز وإذا استمرت نوبات الإسهال أو القيء لأكثر من ثلاثة أيام متواصلة.

ترجع أسباب الإسهال في معظم الحالات إلى عدوى فيروسية مثل فيروس الروتا أو نوروفيروس أو قد تكون ناتجة عن عدوى بكتيرية. ومن أشهر أنواع البكتيريا المسببة للإسهال السالمونيلا والعطيفة المعروفة باسم كامبيلوباكتر وبكتيريا الإشريكية القولونية النزفية المعوية التي تعرف اختصارا بـ Ehec.

يمكن الاستدلال على الوصول إلى مرحلة الجفاف الشديد من خلال علامات واضحة لا يجب تجاهلها أبدا. من أبرز هذه العلامات جفاف اللسان تماما وظهوره بشكل متكتل والشعور بصداع شديد لا يستجيب للمسكنات. ويمكن إجراء اختبار بسيط يعرف باختبار ثنية الجلد عبر الضغط على جلد الساعد بين إصبعين فإذا بقيت ثنية الجلد ظاهرة بعد إرخائها فهذا مؤشر قوي على أن الشخص يعاني من جفاف حاد.

تعتبر حالات الجفاف الشديد حالة طبية طارئة تستلزم تدخلا طبيا سريعا. ففي مثل هذه المواقف يكون تعويض السوائل المفقودة عن طريق الفم غير كاف ويتطلب الأمر تزويد المريض بالسوائل الوريدية في المستشفى لإنقاذ حياته وتجنب فشل أعضاء الجسم.

لعلاج حالات الإسهال البسيطة ينصح بالتركيز على تعويض السوائل والأملاح التي فقدها الجسم. ويعتبر الشاي المحلى والمشروبات الدافئة مع الوجبات الخفيفة المالحة خيارا مناسبا. كما يمكن تناول المرق الدافئ على دفعات صغيرة لتجنب إرهاق الجهاز الهضمي. وفي الحالات الأكثر شدة خاصة لدى الأطفال وكبار السن تصبح محاليل الإلكتروليت المتوفرة بالصيدليات ضرورية لتعويض النقص الحاد في الأملاح المعدنية.

يمكن تحضير محلول معالجة الجفاف في المنزل بالاعتماد على وصفة منظمة الصحة العالمية. يتكون هذا المحلول من أربع ملاعق صغيرة من السكر مع ثلاثة أرباع ملعقة صغيرة من ملح الطعام يضاف إليها مئتان وخمسون مل من عصير البرتقال وتمزج جميعها في لتر واحد من المياه المعدنية.

من الأخطاء الشائعة التي يجب تجنبها هو تناول الأدوية التي توقف الإسهال وتجمد البراز. فعندما يصاب الجسم بالإسهال فإنه يحاول طرد مسببات الأمراض والسموم إلى الخارج. واستخدام هذه الأدوية يؤدي إلى بقاء الجراثيم والسموم داخل الأمعاء لفترة أطول مما قد يتسبب في إطالة أمد المرض وزيادة حدة الأعراض.