
مع اقتراب الموسم الدراسي الجديد وازدياد فرص الاختلاط بين الطلاب تتجه أنظار الأمهات نحو ضرورة تحصين أطفالهن صحيا لمواجهة التحديات الموسمية. ويصبح تعزيز الجهاز المناعي للأطفال هو خط الدفاع الأول لضمان قدرتهم على المتابعة الدراسية بنشاط وحيوية وتجنب تكرار العدوى التي قد تؤدي إلى مضاعفات غير مرغوبة.
وفي هذا الإطار قدم الدكتور تامر عبد الحميد استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة مجموعة من النصائح العملية التي تشكل خارطة طريق للأسر لتقوية مناعة أطفالها. وأكد أن النظام الغذائي المتوازن يمثل حجر الزاوية في بناء جهاز مناعي قوي حيث يجب تقديم الخضروات والفاكهة بشكل يومي مع التركيز على الأصناف الغنية بفيتامين سي مثل البرتقال والجوافة والفلفل الملون. كما شدد على أهمية البروتينات سواء من مصادر حيوانية كالبيض واللحوم والأسماك أو نباتية مثل العدس والفول لدورها في تكوين خلايا المناعة.
وأشار الخبير إلى أهمية أحماض أوميجا 3 الموجودة في الأسماك الدهنية كالسلمون والمكسرات كعين الجمل وبذور الكتان. وفي المقابل حذر من الإفراط في تقديم الحلوى المصنعة والمشروبات الغازية لأنها تساهم في إضعاف المناعة وزيادة معدلات الالتهاب في الجسم. وإلى جانب الغذاء يمكن تدعيم المناعة بمكونات طبيعية مثل ملعقة من العسل الأبيض على الريق يوميا وإضافة الزنجبيل والقرفة والكركم إلى المشروبات الدافئة وتناول الزبادي واللبن الرائب لاحتوائهما على بكتيريا نافعة تعزز صحة الأمعاء التي تعد جزءا أساسيا من منظومة المناعة.
لا يقتصر الأمر على التغذية فقط بل يمتد ليشمل عادات نمط الحياة اليومية. فالحصول على قسط كاف من النوم لا يقل عن سبع إلى تسع ساعات للأطفال حسب أعمارهم يساعد الجسم على إفراز هرمونات حيوية تنظم عمل الجهاز المناعي بينما يؤدي السهر إلى إضعاف الجسم وجعله أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد. كما أن الحفاظ على ترطيب الجسم بشرب كميات كافية من الماء ضروري للحفاظ على حيوية الخلايا ونشاط الدورة الدموية مما ينعكس إيجابا على كفاءة المناعة.
وتلعب الحركة والنشاط البدني دورا مهما في تنشيط الدورة الدموية ومساعدة كرات الدم البيضاء على أداء وظيفتها بكفاءة لذا ينصح بتشجيع الطفل على ممارسة الرياضة أو حتى المشي لنصف ساعة يوميا. ومن العناصر التي قد يغفلها البعض فيتامين د الضروري لعمل الجهاز المناعي ويمكن الحصول عليه بتعريض الطفل لأشعة الشمس لمدة ربع ساعة يوميا وفي حالات النقص الشديد يجب استشارة الطبيب للعلاج.
وتعد العادات الصحية والنظافة الشخصية حاجزا وقائيا مهما حيث يجب غرس عادة غسل اليدين باستمرار لدى الأطفال خاصة قبل تناول الطعام وبعده وعند العودة للمنزل. ومن الضروري أيضا تهوية المنزل يوميا حتى في الطقس البارد وتوعية الطفل بعدم مشاركة أدواته الشخصية مع الآخرين. كما أن التعامل مع الضغط النفسي مهم لأن التوتر المستمر يضعف المناعة ولذلك يجب تشجيع الأطفال على ممارسة أنشطة تساعد على الاسترخاء. وأخيرا أكد الطبيب على ضرورة الالتزام بالتطعيمات المقررة وخاصة لقاح الإنفلونزا الموسمية لتوفير حماية إضافية ضد سلالات الفيروس المنتشرة وحماية الصغار من أي مضاعفات خطيرة.