
يحظى اللبان الدكر باهتمام واسع في الأوساط الطبية التقليدية والشعبية حيث ارتبط اسمه بالعديد من الاستخدامات العلاجية لمواجهة حالات صحية متنوعة تشمل التهابات المفاصل ومشاكل الجهاز التنفسي كالربو وغيرها لكن كثيرا من هذه الفوائد المتداولة لا يزال قيد الدراسة والبحث العلمي لتأكيدها بشكل قاطع.
يُعرف اللبان الدكر بأنه مادة صمغية راتنجية تستخرج من جذوع أشجار البوسويليا وهي أشجار تنمو بكثرة في المناطق الجبلية ذات الطبيعة الجافة في الهند وإفريقيا والشرق الأوسط. يتميز هذا الصمغ برائحة خشبية وتوابلية فريدة ويمكن استغلال فوائده بطرق متعددة إما عن طريق استنشاق بخاره أو امتصاصه عبر الجلد من خلال الزيوت والمستحضرات الموضعية أو تناوله مباشرة على شكل مكملات غذائية.
تظهر الأبحاث العلمية أن للبان الدكر خصائص قوية مضادة للالتهابات ما يجعله علاجا محتملا لالتهاب المفاصل. يُعتقد أن مركباته الفعالة وعلى رأسها أحماض البوسويليك تمنع الجسم من إنتاج مركبات اللوكوترين التي تعد المحفز الرئيسي لحدوث الالتهابات. وقد أظهرت دراسات أن الاستخدام الفموي والموضعي لأحماض البوسويليك يساهم في الحد من تآكل الغضاريف وتخفيف الالتهاب المرتبط بالتهاب المفاصل العظمي.
وفي إحدى المراجعات العلمية تبين أن اللبان أكثر فاعلية من العلاجات الوهمية في تقليل الألم المصاحب لالتهاب المفاصل وتعزيز قدرة المرضى على الحركة. وفي تجربة أخرى استمرت 120 يوما أدى تناول المشاركين لخلاصة البوسويليا بمقدار 169.33 ملغ مرتين يوميا إلى انخفاض ملحوظ في الالتهاب وآلام المفاصل وتيبسها لدى المصابين بالتهاب مفصل الركبة المعتدل وذلك دون تسجيل أي آثار جانبية خطيرة. كما أظهر الزيت المستخلص من اللبان عند استخدامه موضعيا قدرته على تخفيف آلام التهاب المفاصل في غضون ستة أسابيع.
وتزداد فعالية اللبان عند دمجه مع مكملات أخرى فقد وجدت إحدى الدراسات أن تناول مزيج من الكركمين وأحماض البوسويليك يوميا لمدة 12 أسبوعا كان أكثر تأثيرا في تخفيف آلام المفاصل من الكركمين وحده. أما بالنسبة لالتهاب المفاصل الروماتويدي فقد أظهرت خلاصة البوسويليا قدرة على تقليل الالتهاب لكنها لم تصل إلى مستوى فعالية الأدوية التقليدية.
تمتد فوائد اللبان الدكر المحتملة لتشمل تحسين وظائف الجهاز الهضمي حيث تشير بعض الدراسات إلى دوره في تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي مثل آلام البطن والانتفاخ وحتى القلق والاكتئاب المصاحبين للحالة. كما أظهر فعالية خاصة في علاج التهاب القولون التقرحي إذ وجد أن تناوله يوميا لمدة أربعة أسابيع ساهم في تحسين حالة المرضى الذين يعانون من درجات خفيفة من المرض.
استُخدم اللبان تاريخيا لعلاج التهاب الشعب الهوائية والربو ويعتقد أن مركباته الفعالة تمنع إنتاج اللوكوترينات التي تؤدي إلى انقباض عضلات الشعب الهوائية وتفاقم أعراض الربو. كما تساهم أحماض البوسويليك بخصائصها المضادة للبكتيريا في تعزيز صحة الفم والأسنان فهي قادرة على الوقاية من التهابات اللثة وعلاجها حيث أثبتت خلاصة اللبان فعاليتها ضد البكتيريا المسببة لأمراض اللثة العدوانية.
وفي سياق مكافحة السرطان تشير الدراسات المخبرية الأولية إلى أن أحماض البوسويليك قد تمتلك القدرة على منع انتشار الخلايا السرطانية وإعاقة تكوين حمضها النووي مما يحد من نموها. وقد أظهر اللبان فعالية واعدة ضد خلايا سرطانية متنوعة تشمل سرطان الثدي والبروستاتا والبنكرياس والجلد والقولون. بالإضافة إلى ذلك قد يساعد في تخفيف الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي حيث لوحظ أن تناول جرعة يومية من خلاصة أحماض البوسويليك ساعد في تقليل الوذمة الدماغية لدى مرضى أورام الدماغ.
مع ذلك يجب توخي الحذر عند استخدام اللبان الدكر إذ ينصح بتجنبه من قبل النساء الحوامل أو اللاتي يخططن للحمل لأنه قد يزيد من خطر الإجهاض. كما يمكن أن يتفاعل مع بعض الأدوية مثل مميعات الدم كالوارفارين وبعض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية كالإيبوبروفين.