
شهد العالم مؤخرا قلقا متزايدا بشأن مرض جدري القرود وهو عدوى فيروسية تسبب أعراضا تشبه الإنفلونزا مصحوبة بطفح جلدي مميز. وقد انتشر المرض على نطاق عالمي مثيرا اهتمام المنظمات الصحية الدولية بعد إعلان حالة طوارئ خاصة به ثم التراجع عنها لاحقا مما يسلط الضوء على ضرورة فهم طبيعته وكيفية انتقاله بين البشر.
ينتقل الفيروس بشكل أساسي عبر الاتصال الوثيق مع شخص أو حيوان يحمل العدوى. ويشمل ذلك الملامسة المباشرة للسوائل الجسدية أو التقرحات الجلدية أو القشور الناتجة عن المرض وكذلك الرذاذ التنفسي. وتعد الأنشطة التي تتضمن تقاربا جسديا كبيرا مثل العناق أو التقبيل أو العلاقات الحميمة من أبرز طرق الانتقال بين الأفراد. إضافة إلى ذلك يمكن أن تحدث العدوى عند لمس أدوات أو أسطح ملوثة حديثا استخدمها شخص مصاب مثل الملابس أو أغطية الفراش.
أما الانتقال من الحيوانات المصابة فيحدث عبر التعرض لخدوش أو عضات أو من خلال التعامل مع لحومها ومنتجاتها أو ملامسة دمائها وسوائلها بشكل مباشر. ورغم أن التفشي العالمي الأخير يعزى بشكل أساسي إلى الانتقال بين البشر إلا أن المصدر الحيواني يبقى أحد طرق العدوى التاريخية للمرض.
ينتمي فيروس جدري القرود إلى نفس عائلة فيروس الجدري المعروف تاريخيا إلا أن أعراضه تعتبر أقل حدة ونادرا ما تكون قاتلة. وقد تم تحديد نوعين رئيسيين من الفيروس مصدرهما القارة الأفريقية أحدهما من وسط أفريقيا والآخر من غربها. وترتبط موجة الانتشار العالمية التي سجلت في عام ٢٠٢٢ بالسلالة الغرب أفريقية التي تتميز بأنها تسبب مرضا أقل خطورة بشكل عام.