يسلط خبراء الصحة الضوء على خطورة خمسة أنواع من سرطانات المعدة التي قد تتطور بصمت وتنتشر بسرعة كبيرة إذا لم تُكتشف في مراحلها الأولى. ويكمن التحدي الأكبر في أن أعراضها الأولية غالباً ما تكون مشابهة لاضطرابات هضمية شائعة مثل آلام المعدة مما يؤدي إلى تجاهلها حتى فوات الأوان ويؤكد الأطباء أن التشخيص المبكر لهذه الأورام الخبيثة هو حجر الزاوية لنجاح العلاج وزيادة فرص النجاة.
يعد السرطان الغدي النوع الأكثر انتشاراً حيث يشكل ما لا يقل عن 95 بالمائة من مجمل حالات سرطان المعدة. ينشأ هذا النوع في الخلايا الغدية المبطنة لجدار المعدة الداخلي نتيجة طفرات جينية قد تكون موروثة أو ناجمة عن عوامل خارجية مثل الإصابة بعدوى بكتيريا الملوية البوابية. ومن أبرز مؤشراته الشعور بالامتلاء السريع عند تناول الطعام وفقدان الوزن غير المبرر إلى جانب آلام البطن المستمرة.
نوع آخر هو سرطان الغدد الليمفاوية في المعدة الذي يبدأ في خلايا الجهاز المناعي الموجودة بجدار المعدة. ورغم ندرته إلا أن اكتشافه المبكر ضروري للعلاج الفعال. تتشابه أعراضه بشكل كبير مع التهاب المعدة أو القرحة الهضمية وتشمل آلام البطن والغثيان والقيء ونقصان الوزن. يعتمد علاجه على نوعه الفرعي وقد يتضمن القضاء على البكتيريا المسببة له أو اللجوء للعلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحة أحياناً.
تنشأ أنواع أخرى من سرطانات المعدة في أنسجة مختلفة فمثلاً تبدأ أورام انسجة الجهاز الهضمي في خلايا عضلية خاصة تعرف باسم خلايا كاجال التي تعمل كمنظم لضربات الجهاز الهضمي. قد لا تظهر لها أعراض واضحة لكنها قد تسبب آلاماً حادة وغثياناً أو وجود دم في البراز والشعور بالتعب. أما سرطان الخلايا الحرشفية فهو نادر للغاية وشديد العدوانية ويصيب غالباً الجزء العلوي من المعدة لدى الرجال في الستينيات من العمر وتظل أسبابه الدقيقة غير واضحة لكن التدخين وبعض الفيروسات تعد من عوامل الخطر.
يأتي الورم السرطاني كنوع نادر وبطيء النمو ينشأ من خلايا الغدد الصم العصبية المنتشرة في الجهاز الهضمي والرئتين. غالباً ما يُكتشف هذا الورم عن طريق الصدفة أثناء إجراءات طبية أخرى. وعندما تظهر أعراضه فإنها قد تشمل احمرار الجلد والإسهال ومشكلات في التنفس. وعلى الرغم من أن معظم هذه الأورام تكون حميدة في البداية إلا أنها قد تتحول إلى سرطانية وتنتشر إذا أُهملت ويعتمد علاجها على موقع الورم ومرحلته.
