
في تصعيد سياسي لافت وجه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع انتقادات حادة لحزب الله معتبرا أنه خسر المواجهة العسكرية مع إسرائيل وأن موافقته على وقف إطلاق النار لا تعدو كونها استسلاما للأمر الواقع. وأشار إلى أن الحزب يعيش في حالة من إنكار الواقع متمسكا بسلاح لم يعد قادرا على حماية لبنان أو ردع أي عدوان.
وأوضح جعجع أن الحل الأمثل لإنهاء الوجود الإسرائيلي في الجنوب لا يمر عبر السلاح المنفلت بل يبدأ من خلال قيام دولة حقيقية قادرة على بسط سيادتها الكاملة. وذكر أنه في حين لم تلتزم إسرائيل بكامل بنود اتفاق وقف النار فإن حزب الله أيضا لم يلتزم بالشق المتعلق بتسليم سلاحه ليكون حصرا في يد الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية.
وحذر رئيس القوات اللبنانية من التلويح بالصراع الداخلي مؤكدا أن أي محاولة لجر البلاد إلى حرب أهلية جديدة أو تكرار أحداث السابع من أيار ستكون خاسرة. وشدد على أن المشكلة هذه المرة لن تكون مع طرف سياسي آخر بل ستكون مواجهة مباشرة مع الدولة اللبنانية وجيشها الرسمي الذي يمثل كل اللبنانيين.
وفي رسالة مباشرة إلى بيئة الحزب الاجتماعية والسياسية قال جعجع إن الطائفة الشيعية جزء أصيل من النسيج اللبناني ولم تأت إلى البلاد مع الحزب. ونبه إلى أن سياسات الحزب أدت إلى جعل أبناء هذه البيئة غير مرحب بهم في العديد من دول العالم وبشكل خاص في المحيط العربي مما يضعهم في عزلة متزايدة.
ورأى أن أسلوب التهديد والوعيد الذي يتبعه الحزب لم يعد مجديا وأن الهروب من مواجهة إسرائيل نحو إشعال حرب في الداخل لن يؤدي إلا إلى خسارة جديدة. وأكد مجددا أن الطريق الوحيد المتاح أمام حزب الله هو التخلي عن سلاحه والاندماج الكامل في إطار الدولة اللبنانية ومؤسساتها كحزب سياسي شأنه شأن بقية القوى السياسية في البلاد.