تصدر الذهب قائمة الأصول العالمية الأعلى من حيث القيمة السوقية بعد أن قفزت قيمته الإجمالية في الوقت الحالي إلى نحو 24 تريليون دولار تقريبا وهو رقم يكاد يساوي مجموع القيم السوقية لأكبر عشرة أصول مالية وشركات تالية له في الترتيب العالمي الأمر الذي يعكس حجمه الحقيقي ومكانته الفريدة بين الاستثمارات.
هذه الطفرة العالمية انعكست بوضوح على السوق المحلية في مصر حيث استقرت أسعار الذهب في مستهل تعاملات الأسبوع يوم الإثنين 8 سبتمبر 2025 ويأتي هذا الاستقرار في ظل تحرك سعر الأونصة عالميا قرب أعلى مستوى لها على الإطلاق مسجلة رقما قياسيا جديدا عند 3586 دولارا ويعود هذا الصعود إلى تزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأمريكية في ظل ضعف البيانات الاقتصادية وتصاعد المخاوف بشأن مستقبل استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي مع تكرار التدخلات السياسية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وعلى صعيد التعاملات المحلية شهد سعر عيار 21 الأكثر انتشارا زيادة ملحوظة خلال أسبوع واحد حيث قفز من مستوى 4685 جنيها ليصل إلى 4865 جنيها بزيادة قدرها 180 جنيها تعادل نسبة 3.8% تقريبا وجاءت الأسعار المسجلة في بداية التعاملات كالتالي سجل عيار 24 مبلغ 5560 جنيها وبلغ سعر عيار 21 مستوى 4865 جنيها بينما وصل عيار 18 إلى 4170 جنيها وسجل الجنيه الذهب 38920 جنيها.
ويعزز هذا الأداء جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين سواء في الداخل أو الخارج وسط حالة من الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة وتدعم توقعات مؤسسات مالية كبرى مثل جولدمان ساكس هذه المكاسب حيث رجحت وصول سعر الأونصة إلى مستوى 5 آلاف دولار إذا استمر الضغط السياسي على الفيدرالي الأمريكي وتم إضعاف قدرته على اتخاذ قرارات نقدية مستقلة.
وأوضح محللون وخبراء أسواق أن القيمة السوقية للذهب تمثل قيمة المعدن نفسه الموجود بالفعل لدى حائزيه وهذا يختلف عن الأسهم أو الأصول المالية الأخرى التي تمثل أرقاماً اسمية أكثر منها قيمة يمكن تسييلها على أرض الواقع فعلى سبيل المثال تبلغ القيمة السوقية لشركة مثل إنفيديا أكثر من 4 تريليونات دولار ولكن هذه القيمة لا يمكن الحصول عليها نقدا لأن أي عملية بيع كبيرة قد تؤدي لانهيار السعر بشكل فوري.
وقد شهدت الأسواق ذلك من قبل عندما خسرت إنفيديا أكثر من 20% من قيمتها السوقية في جلسة واحدة بعد فوز الرئيس ترامب لتمحى تريليونات الدولارات من الشاشات في دقائق ثم تعود مجددا في اليوم التالي لكن الذهب مختلف تماما لأنه أصل مادي وقيمة حقيقية في ذاته ولم يحدث أبدا أن هبط الذهب بنسبة 20% في يوم واحد بل حتى نسبة 5% لم تسجلها الأسواق على الإطلاق.
