على الرغم من السمعة الواسعة لماء جوز الهند كمشروب استوائي منعش ومثالي لترطيب الجسم بفضل ما يحتويه من مغذيات يُعتقد أنها نقية فإن معلومات حديثة تكشف عن حقيقة قد تكون مقلقة للغاية إذ إن هذا المشروب الشهير ليس معقما بالضرورة وقد يخفي مخاطر صحية غير متوقعة.
يكمن الخطر الأكبر في أن ثمار جوز الهند بعد حصادها يمكن أن تصبح بيئة لتكاثر كائنات دقيقة ضارة لا تُرى بالعين المجردة مثل الفطريات والبكتيريا وأنواع مختلفة من السموم. وتساهم الظروف المناخية الدافئة والرطبة السائدة في المناطق الاستوائية في تسريع نمو هذه الملوثات مما يحول المشروب الذي يفترض أن يكون منعشا إلى مصدر محتمل لمشكلات صحية خطيرة.
والقضية الأكثر تعقيدا هي استحالة تقريبا معرفة ما إذا كانت ثمرة جوز الهند ملوثة من الداخل بمجرد النظر إليها من الخارج فقد تبدو القشرة سليمة ونظيفة تماما لكنها ليست حاجزا منيعا أمام الميكروبات. فالشقوق الدقيقة أو أساليب الحصاد غير السليمة أو حتى الإهمال في التعامل مع الثمرة أثناء النقل والتخزين قد تسمح لمسببات الأمراض بالتسلل إلى داخلها.
ويجسد حادث وقع في الدنمارك خطورة هذا الأمر حيث توفي رجل بشكل مأساوي بعد ساعات قليلة من تناوله ماء جوز الهند مباشرة من الثمرة. وأشارت التحقيقات الطبية لاحقا إلى أن سبب الوفاة هو تلوث فطري مما يؤكد أن أي خلل بسيط في تخزين الثمرة أو في نضارتها يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.
وللاستمتاع بماء جوز الهند دون تعريض صحتك للخطر ينصح الخبراء باتباع عدة إجراءات وقائية. يجب تبريد الثمرة قبل استهلاكها لأن درجات الحرارة المنخفضة تبطئ من نمو الميكروبات المحتمل وتحافظ على نضارة الماء. كما يُنصح بمسح وتنظيف القشرة الخارجية جيدا لتقليل أي تلوث قد ينتقل عند فتحها مع ضرورة استخدام أدوات نظيفة ومعقمة لعمل الفتحة. وأخيرا يجب عدم تجاهل أي علامات غريبة في الماء فإذا كانت رائحته أو طعمه مختلفا عن المعتاد فيجب التخلص منه فورا لأن ذلك قد يكون مؤشرا على وجود تلوث.
