
تواجه البشرة الدهنية تحديات فريدة تتطلب روتينا دقيقا لتحقيق التوازن بين التحكم في اللمعان المفرط والحفاظ على الترطيب الصحي. وأشارت خبيرة العناية بالبشرة سامنثا جريج إلى أن العناية الصحيحة بهذا النوع من البشرة لا تعني تجفيفها بل تنظيم إفرازاتها الدهنية بخطوات يومية بسيطة وفعالة تساعد على تقليل ظهور الحبوب ومنح الجلد مظهرا صحيا.
لفهم كيفية التعامل مع البشرة الدهنية يجب أولا إدراك طبيعتها. تنتج هذه البشرة كميات زائدة من الزهم وهو الزيت الطبيعي الذي يحمي الجلد لكن زيادته تؤدي لانسداد المسام وظهور البثور والرؤوس السوداء. يتركز هذا النشاط غالبا في منطقة الجبين والأنف والذقن المعروفة بمنطقة T-zone وتلعب عوامل مثل الوراثة والتغيرات الهرمونية والتوتر النفسي دورا أساسيا في تحفيز الغدد الدهنية.
قد يبدو ترطيب البشرة الدهنية أمرا غير منطقي لكنه في الواقع خطوة لا غنى عنها. إهمال الترطيب يرسل إشارات خاطئة للجلد بأنه جاف مما يدفعه لإنتاج المزيد من الزيوت كآلية دفاعية لتعويض النقص. لذلك من الضروري استخدام مرطبات خفيفة الوزن ذات أساس مائي مثل الجل أو اللوشن ويجب التأكد من أنها خالية من الزيوت ومصممة خصيصا كي لا تسبب انسداد المسام.
يعد اختيار الغسول المناسب حجر الزاوية في العناية بالبشرة الدهنية إذ يفضل استخدام منظفات خفيفة وخالية من الزيوت تحتوي على مكونات فعالة مثل حمض الساليسيليك أو حمض الجليكوليك التي تخترق المسام لتنظيفها بعمق وتحد من الإفرازات الدهنية. ومن الأخطاء الشائعة غسل الوجه بشكل مفرط حيث إن تنظيفه أكثر من مرتين يوميا قد يؤدي إلى نتيجة عكسية ويزيد من إنتاج الدهون لذا يكفي غسله صباحا ومساء بماء فاتر.
تتجاوز العناية الفعالة مجرد المستحضرات الموضعية لتشمل النظام الغذائي ونمط الحياة اليومي. إن تقليل استهلاك الأطعمة الدسمة والمقلية والسكريات يمكن أن يساهم في تنظيم إفراز الزهم. وفي المقابل فإن الإكثار من تناول الخضروات الورقية والفواكه الغنية بمضادات الأكسدة وشرب كميات وفيرة من الماء يدعم صحة الجلد من الداخل كما أن الحصول على قسط كاف من النوم وممارسة الرياضة بانتظام يساعدان على موازنة الهرمونات وتقليل التوتر الذي يؤثر سلبا على البشرة.
يعتبر تقشير البشرة خطوة أسبوعية مهمة لإزالة خلايا الجلد الميتة والشوائب المتراكمة التي تسد المسام وتسبب البثور. ينصح باللجوء إلى مقشرات كيميائية لطيفة مرة أو مرتين في الأسبوع تحتوي على أحماض الألفا هيدروكسي أو البيتا هيدروكسي فهي تعمل على تنظيف المسام بعمق دون أن تسبب تهيجا عنيفا للبشرة.
تأتي الحماية من أشعة الشمس كإجراء وقائي أساسي فإهمالها يؤدي إلى تهيج الجلد وتحفيز الغدد الدهنية لإنتاج المزيد من الزيوت مما يزيد من مشكلة اللمعان وظهور الحبوب. يجب اختيار واق شمسي بتركيبة خفيفة وغير دهنية مخصص للبشرة الدهنية بعامل حماية لا يقل عن 30.
يمكن تعزيز روتين العناية باستخدام أقنعة طبيعية مرة أسبوعيا لامتصاص الدهون الزائدة وتنقية المسام. ماسك الطين يعتبر خيارا ممتازا لقدرته على سحب الشوائب بينما يعمل ماسك العسل كمضاد طبيعي للبكتيريا ومهدئ للالتهابات كما يساعد ماسك الشوفان على امتصاص الزيوت وتهدئة البشرة المتهيجة.
عند التعامل مع الحبوب والبثور يجب مقاومة الرغبة في عصرها لأن ذلك يؤدي إلى تفاقم الالتهاب وقد يترك ندوبا وآثارا دائمة على الجلد. الحل الأفضل هو استخدام علاجات موضعية تحتوي على مكونات مثل البنزويل بيروكسايد أو حمض الساليسيليك لتجفيف الحبة وتقليل الالتهاب وفي الحالات الشديدة أو المستمرة ينصح باستشارة طبيب الجلدية.
بالنسبة لمستحضرات التجميل يجب توخي الحذر عند اختيارها. ينبغي البحث عن منتجات تحمل علامة خالية من الزيوت وغير مسببة للرؤوس السوداء. يعد استخدام البرايمر قبل كريم الأساس خطوة مفيدة للتحكم في اللمعان وإطالة ثبات المكياج مع ضرورة إزالة جميع مستحضرات التجميل بالكامل قبل النوم لمنع انسداد المسام ليلا.