
يمثل تساقط الشعر تحديا شائعا يواجه الرجال والنساء على السواء وهو لا يؤثر فقط على المظهر الخارجي والثقة بالنفس بل قد يكون أيضا مؤشرا على وجود مشكلات صحية دفينة أو اتباع نمط حياة غير متوازن. ورغم أن فقدان ما بين خمسين ومئة شعرة يوميا يعد أمرا طبيعيا فإن أي زيادة ملحوظة في هذا المعدل تستدعي الانتباه والبحث عن حلول جذرية.
أكدت خبيرة العناية بالشعر ساندرا لي أن التعامل مع تساقط الشعر يتطلب نهجا شخصيا حيث لا يوجد علاج واحد يناسب الجميع. وتكمن الخطوة الأولى في تحديد السبب الدقيق وراء المشكلة بدقة سواء كان وراثيا أو هرمونيا أو مرتبطا بنمط الحياة. وشددت على أن رحلة استعادة كثافة الشعر تتطلب الصبر والمواظبة فالنتائج لا تظهر بين عشية وضحاها.
عندما تفشل الحلول الأولية أو يكون السبب مرضيا يتجه الأطباء إلى خيارات علاجية متقدمة. من بين هذه الحلول دواء المينوكسيديل الموضعي الذي يعمل على تحفيز نمو البصيلات ويعتبر من أكثر العلاجات انتشارا. وهناك أيضا الفيناسترايد الذي يوصف للرجال بشكل خاص لاستهدافه الهرمون المسبب للصلع الوراثي. وتبرز تقنيات أحدث مثل حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية التي تعتمد على تحفيز فروة الرأس بمكونات مستخلصة من دم المريض نفسه. وفي حالات التساقط الشديد والمستعصي تبقى زراعة الشعر حلا نهائيا وفعالا بينما يساعد العلاج بالليزر منخفض الشدة على تنشيط الدورة الدموية في فروة الرأس.
قبل اللجوء للحلول الطبية من الضروري فهم الأسباب الكامنة وراء تساقط الشعر. تلعب العوامل الوراثية الدور الأبرز فيما يعرف بالصلع الوراثي. كما أن التغيرات الهرمونية الحادة خلال مراحل مثل الحمل والولادة أو سن اليأس واضطرابات الغدة الدرقية تؤثر بشكل مباشر على دورة حياة الشعر. ولا يمكن إغفال تأثير الأمراض المزمنة كنقص الحديد وأمراض المناعة الذاتية بالإضافة إلى الضغط النفسي المستمر الذي يخل بتوازن الجسم. كما تساهم بعض العادات اليومية الخاطئة مثل الإفراط في استخدام المواد الكيميائية وأدوات التصفيف الحرارية في إضعاف الشعر وتساقطه.
يفضل الكثيرون البدء بالعلاجات الطبيعية والمنزلية لكونها آمنة ومنخفضة التكلفة. يأتي زيت جوز الهند في مقدمة هذه العلاجات بفضل أحماضه الدهنية التي تغذي بصيلات الشعر. كما يعرف عصير البصل بفعاليته لاحتوائه على الكبريت الذي يحسن الدورة الدموية في فروة الرأس. ويعمل جل الصبار أو الألوفيرا على تهدئة الالتهابات وعلاج القشرة التي قد تسبب التساقط. وتستخدم بذور الحلبة المنقوعة كقناع لتقوية الشعر بينما يشتهر زيت الخروع بقدرته على تكثيفه وتحفيز نموه ويمكن استخدام منقوع الشاي الأخضر لغسل الشعر للاستفادة من مضادات الأكسدة التي تقوي البصيلات.
تلعب التغذية السليمة دورا محوريا في بناء شعر قوي وصحي. لذلك ينصح بالتركيز على نظام غذائي متكامل يشمل الأطعمة الغنية بالحديد مثل السبانخ واللحوم الحمراء والعدس لدورها في نقل الأكسجين إلى البصيلات. وتعتبر الأسماك الدهنية كالسلمون مصدرا مهما لأحماض أوميغا 3 الضرورية لصحة فروة الرأس. وتوفر المكسرات والبذور عناصر حيوية مثل الزنك والسيلينيوم بينما يزود البيض الجسم بالبروتين والبيوتين وهما حجر الأساس في تكوين الشعر.
توجد مجموعة من النصائح الوقائية التي تساعد في الحفاظ على صحة الشعر والحد من تساقطه. من الضروري تجنب التوتر والإجهاد النفسي عبر ممارسة الرياضة والتأمل. كما يجب اختيار أنواع الشامبو المناسبة لطبيعة الشعر وتجنب المنتجات التي تحتوي على مواد كيميائية قاسية. وينصح بعدم المبالغة في غسل الشعر والاكتفاء بمرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا مع تجنب ربط الشعر وشده بقوة وتقليل الاعتماد على أدوات التصفيف الحرارية. ويساهم تدليك فروة الرأس بشكل منتظم في تحفيز الدورة الدموية وتغذية البصيلات.