النوم على البطن.. مخاطر صحية جسيمة أبرزها السمنة وأمراض القلب والتنفس

النوم على البطن.. مخاطر صحية جسيمة أبرزها السمنة وأمراض القلب والتنفس
النوم على البطن.. مخاطر صحية جسيمة أبرزها السمنة وأمراض القلب والتنفس

يحذر خبراء الصحة من عادة نوم شائعة يمارسها الكثيرون دون دراية بمخاطرها الجسيمة وهي النوم على البطن. على الرغم من أن النوم يعتبر من ضروريات الحياة لتجديد طاقة الجسم ومنحه الراحة إلا أن الوضعية التي نتخذها قد تكون سببا في مشاكل صحية متراكمة على المدى البعيد وتعتبر من أكثر الوضعيات غير الصحية التي ينصح الأطباء بتجنبها.

أوضح استشاري أمراض الباطنة والكبد محمد العوضي أن هذه الوضعية تفرض ضغطا كبيرا على العمود الفقري وتؤدي إلى تقوسه بشكل غير طبيعي. ويتركز هذا الضغط على الفقرات القطنية والرقبة مما يجبر النائم على إدارة رأسه لأحد الجانبين طوال الليل للتنفس وهو ما يسبب مع مرور الوقت تيبسا في الرقبة وآلاما مزمنة. كما أشارت دراسات إلى أن هذا الوضع قد يزيد من خطر الإصابة بالانزلاق الغضروفي أو يفاقم من حالته.

لا تقتصر الأضرار على الهيكل العظمي بل تمتد لتشمل الأعضاء الداخلية حيث يضغط وزن الجسم على المعدة والرئتين والكبد مما يعيق أداء وظائفها بكفاءة. هذا الضغط على القفص الصدري يحد من قدرة الرئتين على التمدد الكامل ويجعل التنفس سطحيا وغير عميق مما قد يقلل من نسبة الأكسجين في الدم ويؤدي إلى نوم متقطع وشعور بالإرهاق عند الاستيقاظ. كما يمكن للضغط على المعدة أن يفاقم من مشكلات الارتجاع الحمضي والشعور بالحموضة.

يؤثر النوم على البطن أيضا على الدورة الدموية إذ قد يضغط على الأوعية الدموية الرئيسية ويعرقل التدفق الطبيعي للدم وينتج عن ذلك شعور بالتنميل أو الخدر في الأطراف. وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشكلات في القلب فإن هذه الوضعية قد تضع عبئا إضافيا على عضلة القلب.

قد لا يدرك الكثيرون أن النوم على البطن له تأثيرات سلبية على البشرة أيضا فبقاء الوجه ملتصقا بالوسادة لساعات طويلة يتسبب في ظهور التجاعيد المبكرة وخطوط الوجه نتيجة الضغط المتواصل. بالإضافة إلى ذلك يزيد احتكاك الجلد بالوسادة من فرص انسداد المسام وظهور حب الشباب بسبب امتصاص الزيوت الطبيعية للبشرة.

يعاني الأشخاص المعتادون على هذه الوضعية غالبا من تقطع النوم بسبب الشعور بالانزعاج الناجم عن آلام الظهر والرقبة أو صعوبة التنفس ويؤدي هذا النوم غير العميق إلى الشعور بالإرهاق خلال النهار. وتشير بعض الدراسات إلى أن اضطراب النوم هذا قد يؤثر على توازن الهرمونات المسؤولة عن الشهية والتمثيل الغذائي مما قد يساهم مع مرور الوقت في زيادة الوزن.

ولتجنب هذه المخاطر الصحية ينصح العوضي بمحاولة تغيير وضعية النوم بشكل تدريجي حيث يعتبر النوم على الظهر أو الجانب من أفضل الوضعيات لصحة العمود الفقري والجسم بشكل عام. يمكن الاستعانة ببعض الوسائل المساعدة لتسهيل هذا التغيير مثل ممارسة تمارين الاسترخاء والتمدد قبل النوم لتخفيف التوتر العضلي.

عند محاولة النوم على الظهر يمكن وضع وسادة داعمة أسفل الركبتين لتقليل الضغط على منطقة أسفل الظهر. أما لمن يجدون صعوبة بالغة في التخلي عن النوم على البطن فيمكنهم وضع وسادة صغيرة أسفل منطقة الحوض لتقليل درجة انحناء العمود الفقري والضغط عليه. كما أن اختيار مرتبة ووسادة مناسبتين يدعمان الجسم بشكل صحيح يقلل من الرغبة في اتخاذ وضعيات نوم غير صحية.