
أطلق خبير في التغذية العلاجية تحذيراً مهماً بخصوص تناول حبات البطاطس التي تكتسي باللون الأخضر مؤكداً أن هذا الغذاء الأساسي واسع الانتشار يمكن أن يتحول إلى مادة سامة تشكل خطراً على صحة الإنسان نتيجة لظروف التخزين السيئة أو التعرض المباشر للضوء وأشعة الشمس وهو ما فاجأ الكثيرين نظراً لكون البطاطس عنصراً رئيسياً في مطابخ العديد من الأسر العربية.
يرتبط ظهور اللون الأخضر على قشرة البطاطس وأسفلها مباشرة ببدء عملية التمثيل الضوئي داخل الدرنة عند تعرضها للضوء لفترات طويلة وينتج عن هذه العملية مركب الكلوروفيل الذي يعطيها هذا اللون لكن الخطر الحقيقي لا يكمن في الكلوروفيل بحد ذاته بل في مركب سام يتزامن إنتاجه معه وهو السولانين وهي مادة كيميائية تنتمي لعائلة القلويدات السامة.
وقد يؤدي استهلاك البطاطس المحتوية على هذا المركب السام إلى سلسلة من الاضطرابات الصحية تبدأ في الجهاز الهضمي على شكل غثيان وقيء وإسهال ولا يقتصر تأثيره على ذلك بل يمتد ليشمل الجهاز العصبي مسبباً أعراضاً مثل الدوار والصداع وقد تصل الأمور في الحالات الشديدة إلى حدوث تشنجات أو تسمم غذائي حاد ويشكل هذا الخطر تهديداً أكبر على فئات معينة كالأطفال وكبار السن نظراً لحساسيتهم الزائدة.
ولتجنب هذه المخاطر الصحية ينبغي أولاً الحرص على تخزين البطاطس في بيئة مناسبة أي في مكان بارد وجاف وبعيد تماماً عن مصادر الضوء سواء كانت أشعة الشمس المباشرة أو الإنارة القوية داخل المطبخ كما يعد الفحص الدقيق لحبات البطاطس قبل استخدامها خطوة ضرورية ففي حال ملاحظة أي بقع خضراء أو نمو براعم صغيرة ينصح الخبراء بإزالتها بشكل كامل وعميق أما إذا كان اللون الأخضر منتشراً على جزء كبير من الحبة فالأكثر أماناً هو التخلص منها بالكامل.
ويعتقد البعض أن طهي البطاطس جيداً كفيل بالقضاء على الخطر لكن هذه المعلومة ليست دقيقة بالكامل فعلى الرغم من أن درجات الحرارة المرتفعة قد تساهم في تقليل تركيز مادة السولانين إلا أنها لا تقضي عليها نهائياً لذلك يبقى الخيار الأسلم هو تجنب استهلاك الأجزاء الخضراء من الأساس وعدم المخاطرة بصحة الجسم فالبطاطس طعام آمن فقط عند التعامل معها وتخزينها بالشكل الصحيح.