
حذرت أخصائية التغذية العلاجية مرام عيسى من التبعات الخطيرة لعادة إهمال شرب الماء بانتظام واصفة إياها بأنها من أكثر السلوكيات ضررا بالصحة العامة رغم أن الكثيرين لا يدركون مخاطرها الجسيمة. وأكدت أن الماء يمثل أساس الحياة ويشكل أكثر من نصف التركيب الجسدي للإنسان ويلعب دورا حيويا لا غنى عنه في كافة العمليات الحيوية بالجسم.
يؤدي نقص الماء في الجسم إلى إضعاف القدرات الذهنية بشكل ملحوظ حيث يعتمد الدماغ بشكل كبير على الترطيب الكافي للحفاظ على نشاطه. وعندما تقل السوائل يتأثر تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ مما يسبب ضعفا في التركيز وبطء في التفكير والشعور بالخمول الذهني وقلة الانتباه. كما أن الجفاف المزمن قد يصبح سببا رئيسيا لزيادة فرص الإصابة بنوبات الصداع النصفي المؤلمة.
تتأثر وظائف الكلى بشكل سلبي ومباشر عند إهمال شرب كميات كافية من الماء فالكلى تعتمد عليه لتصفية الدم من السموم والفضلات وطردها خارج الجسم عبر البول. ويؤدي نقص الماء إلى زيادة تركيز الأملاح في الجسم مما يرفع من خطر تكون حصوات الكلى المؤلمة وحدوث التهابات متكررة في المسالك البولية ومع مرور الوقت قد يتطور الأمر إلى تدهور خطير في وظائف الكلى.
إن عدم تزويد الجسم بالماء الكافي يؤدي إلى الإصابة بالجفاف وهي حالة يفقد فيها الجسم قدرته على تعويض السوائل التي يستهلكها طبيعيا من خلال التنفس والتعرق والتبول. وتظهر أعراض الجفاف على شكل عطش شديد وصداع وجفاف في الفم والشفاه وشعور بالدوخة وفي الحالات المتقدمة قد يتسبب الجفاف في فقدان الوعي أو فشل الأعضاء الحيوية.
كما أن للماء تأثيرا كبيرا على صحة الجهاز الهضمي فنقص السوائل يجعل عملية الهضم أكثر صعوبة نظرا لحاجة الجسم لكميات وافرة من الماء لإفراز العصارات الهضمية وتليين حركة الأمعاء. ونتيجة لذلك تزداد فرص المعاناة من الإمساك والانتفاخ وقد يشعر الشخص بحرقة في المعدة ويعاني من سوء امتصاص العناصر الغذائية الهامة.
يظهر تأثير نقص الماء بوضوح على المظهر الخارجي حيث يعتبر ضروريا للحفاظ على رطوبة الجلد ومرونته. وعند إهمال شربه تصبح البشرة باهتة وجافة وتظهر عليها التشققات والتجاعيد المبكرة. وبالمثل يفقد الشعر بريقه وحيويته ويصبح أكثر عرضة للتقصف والتساقط.
يشعر الشخص الذي لا يشرب كمية كافية من الماء بالإرهاق المستمر وضعف الطاقة وذلك لأن نقص السوائل يؤدي إلى تباطؤ عملية الأيض المسؤولة عن حرق السعرات وتحويلها إلى طاقة. كما أن انخفاض حجم الدم يجبر القلب على العمل بجهد أكبر لضخ الدم إلى أنحاء الجسم مما يسبب إرهاقا جسديا واضحا وخمولا عاما.
قد يساهم إهمال شرب الماء أيضا في زيادة الوزن وصعوبة حرق الدهون فالجسم في كثير من الأحيان يخلط بين الشعور بالعطش والشعور بالجوع مما يدفع الشخص إلى تناول كميات إضافية من الطعام دون حاجة فعلية. علاوة على ذلك فإن قلة الماء تبطئ من عملية حرق الدهون وتعيق جهود إنقاص الوزن وتزيد من فرص تراكم الدهون في الجسم.
كما أن الماء ضروري للحفاظ على حجم الدم وضغطه في مستوياته الطبيعية. ويمكن أن يؤدي نقص السوائل إلى انخفاض ضغط الدم وما يرافقه من دوخة وإغماء أو على العكس قد يزيد من لزوجة الدم مما يشكل عبئا إضافيا على القلب ويرفع من احتمالية الإصابة بمشاكل قلبية على المدى الطويل.
ولتفادي هذه المخاطر الصحية ينصح بشرب ما بين ثمانية إلى عشرة أكواب من الماء يوميا مع زيادة هذه الكمية عند ارتفاع درجات الحرارة أو أثناء ممارسة التمارين الرياضية. ومن الأفضل توزيع شرب الماء على مدار اليوم بدلا من استهلاك كمية كبيرة دفعة واحدة. ويمكن تعزيز ترطيب الجسم عبر تناول الفواكه والخضروات الغنية بالماء مثل البطيخ والخيار والبرتقال مع الحرص على عدم الاعتماد على المشروبات الغازية أو المنبهة كبديل للماء. ويعد حمل زجاجة ماء بشكل دائم وسيلة فعالة لتذكر الشرب بانتظام.