
شهدت المملكة العربية السعودية أمس ظاهرة فلكية لافتة حيث تم رصد ست بقع شمسية واضحة في سماء المملكة مع حلول الغروب، وظهرت الصورة الملتقطة لهذه البقع بوضوح نتيجة صفاء الأجواء وخلو السماء من أي عوالق ترابية أو مؤثرات بصرية، الأمر الذي سهّل رؤية البقع الشمسية بشكل دقيق ومتابعتها من قبل المهتمين بعلم الفلك، ويمثل ذلك فرصة مهمة لهواة الرصد الفلكي لمتابعة تغيرات الشمس عن كثب خلال فترة النشاط الشمسي المتزايد.
وأشار عدنان الرمضون، عضو نادي الفلك والفضاء بمنطقة الحدود الشمالية، إلى أن هذه البقع التي لوحظت تنتمي إلى الدورة الشمسية الخامسة والعشرين التي تتصاعد فيها أعداد البقع والانبعاثات الشمسية تدريجيا، الأمر الذي يتوافق مع توقعات الهيئات الفلكية العالمية التي أشارت إلى اقتراب ذروة النشاط الشمسي في الوقت الراهن.
وأوضح الخبراء أن البقع الشمسية تعد من أبرز المؤشرات الدالة على نشاط الشمس، إذ تظهر كمساحات داكنة على سطح الشمس نتيجة انخفاض درجة حرارتها مقارنة بالمناطق المجاورة وغالباً ما تكون مصحوبة باضطرابات مغناطيسية. وتتمركز البقع التي تم رصدها في النصف الجنوبي من قرص الشمس، وتتسم باتفاقها مع النمط المتعارف عليه خلال الدورة الشمسية الحالية.
وقد تم ترقيم هذه البقع الشمسية حسب التسلسل الرسمي المتبع من قبل الوكالات الفلكية الدولية فجاءت أرقامها كالتالي: 4167 و4157 و4154 و4143 و4150 و4149. ويرجح العلماء أن تكون هذه البقع مراكز لنشوء التوهجات والانبعاثات الشمسية الشديدة المعروفة باسم الانبعاث الكتلي الإكليلي أو CME، ما قد يؤدي إلى اضطرابات في الاتصالات أو ظهور الشفق القطبي في المناطق القريبة من القطبين، وذلك في حال تأثر الأرض بتلك الانبعاثات.