
عادت المؤثرة الأسترالية ليان راتكليف للواجهة بعد إثارتها موجة واسعة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ترويجها الصريح لاستهلاك كميات كبيرة من السكر الأبيض وادعائها أنه مفيد للصحة. ويتابع راتكليف، المعروفة بلقبها الإلكتروني فريلي ذا باناناجيرل، ما يقرب من 800 ألف شخص على يوتيوب، وتظهر بشكل متكرر وهي تتناول نصف كوب من السكر الأبيض المكرر يوميا، وهو مستوى يفوق ما تنصح به الإرشادات الصحية التي تضع حدا أعلى لاستهلاك السكر اليومي بـ30 غراما فقط.
يرجع ظهور راتكليف الأول إلى ترويجها لنظام غذائي اطلق عليه رو تيل فور دايت، القائم على تناول الفاكهة حصرا حتى الساعة الرابعة مساء، تليها وجبة غنية بالكربوهيدرات. وتوضح أنها نشأت على نظام غذائي تقليدي وتغلبت على فقدان الشهية وبعض أنواع الإدمان، قبل أن تتحول إلى النظام النباتي الخام بعد تجربة مؤثرة خلال ممارسة اليوغا. وترى ليان في الفواكه السبب الأساسي في تعافيها من الأزمات الصحية التي مرت بها، فيما يستمر الجدل بشأن مدى أمان أسلوبها الغذائي.
لاحقًا ركزت راتكليف على الدفاع عن السكر المكرر الذي تصفه باسم بلورات الشمس، وتصر على أن صورته شوهت دون وجه حق. وتدعي في فيديوهاتها التي تعتمد على الرسوم البيانية والمقارنات الجريئة أن السكر مصدر أساسي ونقي للطاقة للجسم والدماغ والعضلات. بل إنها تشكك في التحذيرات العلمية الراسخة التي تربط بين السكر وبعض المشكلات الصحية مثل داء السكري، تقلبات المزاج، وأمراض الأسنان.
تحذيرات الأطباء وخبراء التغذية من خطورة رسائل مثل التي تروجها راتكليف لم تتوقف، فقد أجمعوا على أن الجلوكوز المتواجد في السكر ضروري للطاقة، لكن الإفراط في تناوله يؤدي فعلا إلى زيادة معدلات السمنة ومرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى أمراض الكبد وتسوس الأسنان الناتج عن إنتاج الأحماض. وأكد المتخصصون أن رسائل المشاهير تنتشر بسرعة بين الجمهور، وقد تضر بالفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.
يذكر أن ليان راتكليف رفضت مرارًا النصائح الطبية التقليدية، وانتقدت في السابق العلاج الكيميائي وطرحت أفكارا مثيرة للعملية الشهرية لدى النساء، وتروج أيضاً لبيع كتب إلكترونية وبرامج تدريب خاصة، ما أضفى طابعاً تجارياً واضحاً على نشاطها الرقمي. ويرى محللون أن انتشار أفكار مماثلة يعكس ظاهرة أوسع حول خطورة انتشار المعلومات الطبية غير الموثوقة، حيث يستقطب المؤثرون أولئك المتخوفين أو المتشككين في النصائح الصحية الرسمية. وبين موجات التشكيك والتحذير، تواصل راتكليف التأكيد على أنها تمنح متابعيها الحرية في استهلاك السكر دون الشعور بأي قلق أو ذنب.