
أثار أستاذ جامعي شهير جدلاً واسعاً حول الأسباب المحتملة لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه المعروف باسم ADHD، حيث أشار إلى أن الاعتماد الكبير على الأطعمة فائقة المعالجة، وليس فقط المضافات الغذائية، قد يشكل عاملاً رئيسياً في زيادة انتشار هذا الاضطراب بين الأطفال بشكل خاص. ولفت إلى أن العديد من العائلات محدودة الدخل تميل للاعتماد على الأطعمة الرخيصة المعلبة والوجبات الجاهزة والمشروبات الغازية، وهذه المنتجات غالباً ما تحتوي على نسب عالية من السكر والدهون، مع وجود معدلات أعلى لتشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بين أطفال هذه الفئات. واعتبر أن هذه المعطيات قد تجعل هذا الاضطراب مؤشراً على الفقر وسوء التغذية.
وبحسب البروفيسور ديفيد بينتون، أستاذ فخري في جامعة سوانسي، فإن تركيز التوعية العامة غالباً ما ينحصر في تجنب المواد الحافظة والألوان الصناعية، بينما يتم تجاهل أن هذه المضافات تأتي ضمن أطعمة بالكاد تقدم قيمة غذائية حقيقية، وهو ما يُمكن أن يحمل أبعاداً صحية أوسع مثل ارتباطها بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان.
ADHD يُعرف أنه اضطراب سلوكي يتمثل في فرط النشاط والاندفاعية وتشتت الانتباه، رغم أن السبب الدقيق للإصابة به لا يزال غير مؤكد حتى الآن. وتُجمع الدراسات على وجود دور للعوامل الوراثية، غير أن عدداً من الخبراء يشددون على ضرورة النظر أيضاً للعوامل البيئية، وعلى رأسها النظام الغذائي وخاصة في سنوات الطفولة الأولى.
في رده على الاعتقاد السائد بأن التخلص من المضافات كفيل بتحسين السلوك، أوضح بينتون، في مقال عبر منصة The Conversation، أن الأمر ليس بهذه البساطة؛ إذ استشهد بنتائج دراسة تعود لعام 1985 وجدت أن بعض الأطفال أظهروا سلوكاً مفرط النشاط حتى عند تناولهم أطعمة غير مصنعة كالبيض والحليب والفواكه، ما يؤكد أن التفاعل الغذائي يختلف من طفل لآخر ولا ينحصر فقط في المضافات.
شدد بينتون في نهاية حديثه على أهمية الأخذ في الاعتبار النظام الغذائي اليومي عند التعامل مع حالات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال، ونصح بأن يكون اللجوء لأي حمية استبعادية تحت إشراف مختصين من أجل تجنب التعرض لنقص في العناصر الغذائية الضرورية. كما أشار إلى أن تسجيل يوميات الطعام قد يساعد في رصد العوامل المؤثرة على سلوك الطفل، مؤكداً بأن الحلول لا تناسب جميع الحالات ويجب تخصيص التعامل وفق احتياجات كل طفل.